الاتحاد الأوروبي يتهيأ لبريكست فوضوي

الأمم المتحدة تنبه بأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، سيتسبب بخسارة بريطانيا 14.6 مليار يورو ويخلق اضطرابات داخل الشركات البريطانية.
بريكست بدون اتفاق يهدد أوروبا باضطرابات اقتصادية خطيرة

بروكسل -  وجهت بروكسل اليوم الأربعاء دعوة أخيرة إلى الأوروبيين للاستعداد لبريكست بدون اتفاق وعواقبه الوخيمة، معتبرة أن "خطرا" كهذا يزداد بسبب الأزمة السياسية في المملكة المتحدة.

وترى المفوضية الأوروبية أن الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في ظل رفض نواب من حزبه إستراتيجيته بشأن بريكست، تزيد احتمال خروج قاس (او بدون اتفاق) للمملكة المتحدة في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ولاحظت المفوضية أن الوقت القصير المتبقي والوضع السياسي في المملكة المتحدة أديا، إلى ازدياد خطر خروج المملكة المتحدة في هذا الموعد من دون اتفاق.

وأضافت أن سيناريو مماثلا سيؤدي بالتأكيد إلى اضطرابات كبيرة بالنسبة للمواطنين والشركات وستكون له تداعيات اقتصادية خطيرة، هي أكبر في المملكة المتحدة منها في الدول الأعضاء.

ونبهت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إلى أن بريكست من دون اتفاق سيتسبب بخسارة البريطانيين 14.6 مليار يورو من الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي.

ودعت المفوضية الأوروبيين خصوصا إلى عدم التعويل على فرضية مفادها أن المملكة المتحدة ستطلب تمديدا ثالثا لموعد بريكست.

لكن دبلوماسيا أوروبيا رأى أن قادة الاتحاد الأوروبي قد يوافقون على طلب كهذا لتجنب انفصال فوضوي. ولدى إرجاء بريكست للمرة الثانية، تبنت فرنسا موقفا أكثر تشددا من المانيا.

وأوضح أن المشكلة الرئيسية تتمثل في انعدام التوافق بين الحكومة والبرلمان البريطانيين على ما يريدانه.

واعتبر أن من شأن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 15 أكتوبر/تشرين الأول، بناء على اقتراح بوريس جونسون الأربعاء “توضيح” الأمور.

وأبدت المفوضية استعدادها للنظر في كل الاقتراحات البريطانية للتوصل إلى اتفاق، وخصوصا في شأن قضية الحدود الايرلندية الشائكة التي تتعثر حولها المفاوضات.

وينص اتفاق بريكست على ما يسمى 'شبكة أمان' تتيح في نهاية المطاف إبقاء المملكة المتحدة برمتها ضمن الاتحاد الجمركي لتفادي عودة حدود فعلية بين اقليم ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا.

لكن جونسون يرفض هذا البند جملة وتفصيلا، في حين يعتبر الاتحاد الأوروبي انه الحل الوحيد للحفاظ على اتفاق السلام في ايرلندا الشمالية والسوق الموحدة، رافضا التفاوض عليه مجددا من دون حل بديل.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية مينا اندريفا أن البريطانيين لم يقدموا حتى الآن أي اقتراح ملموس يحل محل شبكة 'الامان'.

ووصل مستشار بوريس جونسون للاتحاد الأوروبي ديفيد فروست اليوم الأربعاء إلى بروكسل، لإجراء محادثات مغلقة مع الأوروبيين على مستوى تقني، أملا بدرس الحلول البديلة من 'شبكة الامان'.

وأكد مصدر رسمي بريطاني على أن المحادثات ستتواصل وتتكثف طوال الشهر، لافتا إلى أن جونسون يريد التوصل إلى اتفاق وهو مستعد للعمل في شكل كثيف وبعزم للتوصل إليه.

وعرضت المفوضية في ظل المأزق الراهن، تدابير طارئة جديدة في حال حصول بريكست من دون اتفاق، تضاف إلى سلسلة اقتراحات قدمتها في الأشهر الأخيرة.

والهدف من ذلك تأمين دعم مالي للأفراد والدول الأعضاء “الأكثر تضررا بخروج من دون اتفاق ، وهي ايرلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا خصوصا.

واقترحت المفوضية في هذا السياق، توسيع دائرة تطبيق صندوق تضامن الاتحاد الأوروبي الهادف إلى مساعدة الدول الأعضاء التي تواجه كوارث، بحيث يتم احتواء العبء المالي الكبير الناتج من عدم اتفاق.

وطلبت أيضا استخدام الصندوق الأوروبي للتكيف مع العولمة لدعم العمال الذين سيطردون في ضوء خروج من دون اتفاق وذلك ضمن شروط محددة.

وقد يصل المبلغ الذي يمكن رصده من هذين الصندوقين الى 780 مليون يورو.