الاحتباس الحراري يجلب الاوبئة

الارض بحاجة الى من يطببها من الحمى التي تصيبها

واشنطن - افادت دراسة نشرتها مجلة ساينس العلمية في عددها الصادر الجمعة ان ظاهرة الاحتباس الحراري ستزيد من مخاطر انتشار الاوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والمائية، مع زيادة مخاطر انتقال الامراض الى البشر.
ودرس باحثون من المركز الوطني للتحليل البيئي على مدى سنتين انتشار الاوبئة الحيوانية والنباتية على ضوء تغيير الحرارة او الفصول.
وقال واضع الدراسة الرئيسي درو هارفيل من جامعة كورنل ان "المدهش هو ان هذه الاوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر انواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم وطفيليات، وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير والبشر".
وانكب الباحثون على مدى تأثير اي تغيير ولو طفيف في الحرارة على نمو الفيروسات والجراثيم وغيرها من عوامل الامراض، وعلى عوامل نشر بعض الامراض مثل البعوض والقوارض وغيرها.
فمع ارتفاع درجات الحرارة، يتسع مجال تحرك هذه الحشرات والحيوانات الناقلة للامراض، فتصيب المزيد من الكائنات التي كانت بمنأى عن المرض.
ومع اعتدال فصول الشتاء عاما بعد عام، لم تعد هذه الفصول تلعب دورها الطبيعي في الحد من مجموعات الجراثيم الناقلة للامراض.
اما فصول الصيف، فتزداد حرارة وطولا، ما يزيد المدة التي يمكن للامراض ان تنتقل خلالها الى الاجناس الحية الشديدة التأثر بالتغييرات الحرارية، وخصوصا في المحيطات.
واوضح ريتشارد اوستفيلد من معهد دراسة الانظمة البيئية في ميلبروك (نيويورك) "ان المسالة لا تقتصر على مشكلة مرجان ابيض وفقد لونه بالنسبة لدعاة حماية البحار او بعض حالات الملاريا بالنسبة للاجهزة الصحية. لا نريد ان يعتقد البعض اننا نهول، لكننا قلقون".
وذكر الباحثون على سبيل المثال طيور الاكيبا في هاواي، تلك الطيور الزاهية الالوان التي كانت تعيش على ارتفاع يفوق 700 متر في جبال جزيرة ماوي، محتمية بالبرودة من البعوض والحشرات.
غير ان ارتفاع الحرارة جعل البعوض ينتشر على ارتفاع متزايد، حاملا معه جراثيم الملاريا الخاصة بالطيور التي فتكت بمجموعات الاكيبا ولم تترك منها الا عددا ضئيلا اليوم.
وقال اندرو دوبسون من جامعة برينستون "لم نعد نعثر الان على اي طيور على ارتفاع يقل عن 1400 متر".