الاحتباس الحراري يقطع 'شريان الحياة' بنصف بحيرات العالم وسدوده

دراسة حديثة تكشف أن المياه العذبة مهددة بسبب التغير المناخي وإفراط البشر في استخدامها.

واشنطن - كشفت دراسة حديثة أن كمية المياه تتقلص في أكثر من نصف بحيرات العالم وخزاناته خلال الفترة الممتدة ما بين 1992 و2020، وهو اتجاه يهدد هذا المصدر الحيوي للمياه العذبة ويُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري والإفراط في استخدام البشر له.

وفي ظل الانفجار السكاني والإفراط في الري وغيرها من العوامل البشرية، بجانب الاحتباس العالمي، إن استمرت وتيرته على حالها، ستصبح خزانات المياه العذبة الطبيعية في الأرض مهددة بالجفاف.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة ساينس العلمية المرموقة أن نحو ربع سكان العالم يعيشون في مناطق تعاني بحيراتها من الجفاف أو تتبخر المياه في سدودها.

وقال بالاجي راجاغوبالان الأستاذ في جامعة كولورادو بولدر والمشارك في وضع الدراسة إن "البحيرات في خطر على مستوى العالم وهذا له تبعات واسعة، إنها توفر للمجتمعات والإنسانية شريان الحياة، ومع ذلك فهي لا تحصل على الاحترام الذي تستحقه".

وتغطي البحيرات حوالي 3 في المئة من سطح الأرض، لكنها تمثل 87 في المئة من المياه العذبة السائلة عليها، وهي تُستخدم للاستهلاك البشري أو الزراعة أو حتى لإنتاج الكهرباء.

وتسبب انخفاض معدل هطول الأمطار وتساقط الثلوج في تقلص عدة بحيرات منها بحيرة بريسبا الموجودة منذ آلاف السنوات في جنوب شرق أوروبا، إذ انحسرت ضفافها في بعض الأماكن حتى مسافة ثلاثة كيلومترات، وفقا لحراس مسؤولين عن مراقبة منطقة محمية أنشأتها مقدونيا الشمالية.

ولطالما اشتُهرت البحيرة بمياهها النقية العذبة، لكنها اليوم تتقلص على نحو ينذر بالخطر تحت وطأة تغير المناخ والتلوث والاستخدام الجائر.

وتقع بحيرة بريسبا على الحدود بين ألبانيا ومقدونيا الشمالية واليونان، وهي من أقدم بحيرات أوروبا وتعد موئلا لآلاف الأنواع النباتية والحيوانية التي تعتمد على مياهها ونظامها البيئي.

بيانات
عرض تفصيلي

وكانت دراسات سابقة عاينت جفاف وتدهور حالة البحيرات الكبرى بشكل منفرد، لكن هذه الدراسة هي الأولى التي تقدم عرضا تفصيليا للاتجاهات العالمية وأسباب التغييرات المرصودة، وذلك بفضل أرصاد الأقمار الاصطناعية.

ويضع الاحتباس الحراري الأرض أمام أزمات حقيقية لعل أزمة شح المياه العذبة أكثرها ضررا بالبشر والشجر والأنواع الحية الأخرى.

في العقود الماضية، أخذت أزمة المياه بالتمدد في العالم، وصار المنتدى الاقتصادي العالمي يدرجها ضمن التهديدات العالمية التي يمكن أن تكون لها أشد الآثار مثل الكوارث الطبيعية وموجات الهجرة والقرصنة المعلوماتية.