الاحتجاجات تعود مجددا إلى تونس على وقع تداعيات كورونا

مئات التونسيين يحتجون في سبع مدن للمطالبة بالتوظيف والتنمية، في مظاهرات تشكل جديدة تشكل اختبارا حقيقيا للحكومة التي اقتربت حكومته من السيطرة على كوفيد 19، لكنها تتوقع مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية منذ 60 عاما.
كورونا يعمق جراح الاقتصاد التونسي
تونس تتوقع انكماشا بـ4.3 بالمئة في أسوأ ركود اقتصادي منذ الاستقلال
كورونا يصعد بمعدل البطالة في تونس ويفاقم متاعب قطاع السياحة الحيوي

تونس - تظاهر مئات التونسيين اليوم الخميس في سبع مدن على الأقل للمطالبة بالتوظيف والتنمية، ليضعوا بذلك المزيد من الضغوط على حكومة الياس الفخفاخ التي تواجه وضعا صعبا على الجميع المستويات بفعل توليها إدارة البلاد مثقلة بتركة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية تعمقت أكثر بسبب جائحة كورونا.

واتخذت الحكومة التونسية إجراءات صارمة لاحتواء الوباء شملت غلقا عاما والحدّ من التنقل بين المدن وقدمت حوافز ضريبية ومساعدات مالية لعدة مؤسسات لضمان استمرارها إضافة إلى مساعدات مالية للأسر محدودة الدخل، وهو ما كلّف الاقتصاد التونسي خسائر ثقيلة.

وكان متوقعا على نطاق واسع أن تشتعل الجبهة الاجتماعية في ظل ظروف قاسية يعانيها التونسيون منذ نحو 9 سنوات من عمر الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.   

وتمثل الاحتجاجات الجديدة اختبارا حقيقيا للفخفاخ الذي اقتربت حكومته من السيطرة على فيروس كورونا، لكنها تتوقع أسوأ أزمة اقتصادية منذ 60 عاما مع ارتفاع أعداد العاطلين وتضرر قطاع السياحة الحيوي.

وفي حاجب العيون وسيدي بوزيد (وسط) خرج مئات يطالبون بالتنمية ويحتجون على التهميش وغياب البنية التحتية والمشاريع.

وفي مدينة قفصة بالجنوب التونسي تجمع مئات من خريجي الجامعات أمام مقر الولاية مرددين شعارات "التشغيل حقنا". ورفعوا لافتات كتب عليها "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، مطالبين والي المنطقة (المحافظ) بالإنصات لمطالبهم وإيجاد حلول سريعة لهم.

وشهدت مدن باجة والقصرين وتوزر وصفاقس أيضا احتجاجات لعاطلين رافضين لخطط حكومية بتجميد التوظيف في القطاع العام.

وذكرت إذاعة موزاييك المحلية الخاصة أن محتجين في مدينة تطاوين (الجنوب التونسي) قاموا بغلق الطريق بوسط المدينة بعد أن نفذوا وقفة احتجاجية ومسيرة جابت الشوارع الرئيسية، مطالبين الحكومة بتنفيذ تعهداتها تجاه الجهة وتنفيذ كافة بنود اتفاق الكامور الذي أنهى اعتصامات سابقة بعد تعهدات بتشغيل المئات على مراحل.

كما طالب المحتجون بإيجاد حلول عاجلة لإشكالية تزود الأهالي بالماء الصالح للشرب.

وأمس الأربعاء توقف إنتاج الفوسفات بالكامل في منطقة الحوض المنجمي جنوب البلاد بسبب احتجاجات عاطلين عن العمل اعتصموا في مواقع الإنتاج.

وتتوقع تونس انكماش الاقتصاد بنسبة 4.3 بالمئة في أسوأ ركود اقتصادي تشهده البلاد منذ استقلالها مع تضرر قطاع السياحة الحيوي بشكل كبير جراء فيروس كورونا.

وحتى الآن أعلنت تونس إصابة 1068 ووفاة 48 بالفيروس وبدأت في فتح تدريجي لاقتصادها أوائل هذا الشهر مع اقتراب السيطرة على الجائحة.