الاحترار العالمي صنيعة البشر بالأدلة الدامغة

دراسة جديدة تعتمد على تحليل لبيانات ضخمة جمعتها الأقمار الاصطناعية على مدار 40 عاما، تؤكد أن سكان الأرض يلعبون دورا أساسيا في حدوث الظاهرة الخطيرة.
النشاط البشري رفع درجة حرارة الأرض بوتيرة متسارعة
لا يزال في الإمكان إنقاذ الأرض من تداعيات التغير المناخي

لندن - تؤكد دراسة أميركية جديدة أن البشر لعبوا الدور الأكبر في حدوث التغير المناخي الذي بدأت تداعياته الخطيرة تضرب منذ سنوات الكوكب وسكانه.
كشف تحليل ضخم لبيانات جمعتها الأقمار الاصطناعية على مدار 40 عاما أن سكان المعمورة يتحملون المسؤولية الكاملة تجاه ظاهرة الاحترار العالمية، وأن ارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة الكوارث الطبيعية نتائج ترتبط مباشرة بالنشاط البشري واستخدام الوقود الأحفوري.
وأوضحت الدراسة التي أجراها علماء في مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا، أن بيانات المناخ تمثل دليلا علميا دامغا على أن احتمالات براءة البشر من التسبب في التغير المناخي لا تزيد عن واحد في المليون.

الادعاء بأن العلماء لا يعرفون سبب التغير المناخي أمرٌ خاطئ. فهم يعرفون السبب بصورة مؤكدة

وأفاد بنجامين سانتر، العالم الذي قاد البحث، وفقا لموقع "مرصد المستقبل" الإماراتي أن "الادعاء بأن العلماء لا يعرفون سبب التغير المناخي أمرٌ خاطئ. فهم يعرفون السبب بصورة مؤكدة".
وبحث التحليل الأخير أكبر ثلاث قواعد لبيانات الأقمار الاصطناعية يستخدمها علماء المناخ. وأوضح أن بيانات قاعدتين تأكدتا بما لا يدع مجالًا للشك في العام 2005 من أن البشر هم السبب في التغير المناخي، وتوصلت القاعدة الثالثة لليقين ذاته في العام 2016.
ويعد الاحترار المناخي المتأتي من النشاطات البشرية مصدر قلق كبير إذ يؤدي إلى إطلاق كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون والميثان الموجودة حاليا في الأوساط الطبيعية مثل التربة الصقيعية (تربة متجمدة طوال السنة)، ما يقوض الجهود المبذولة لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.

تلوث الهواء
أنشطة بشرية تلوث الهواء وتفاقم الظاهرة العالمية

وكان البروفيسور ويل ستيفن الخبير بعلوم المناخ والباحث في الجامعة الوطنية الاسترالية قام مع شريكه الباحث اوين جافني من مركز ستوكهولم بوضع معادلة يمكن من خلالها حساب النشاط البشري الذي يتسبب في تغير المناخ أسموها معادلة "الأنثروبوسين".
وأوضحت دراستهما التي نشرت في مجلة "ريفيو الانثروبوسين" أن البشر وما يمارسونه من أنشطة أدت إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة خلال الـ45 عاما الماضية.
والأدلة على ذلك هو ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.7 درجة مئوية في القرن الحالي، وأكدت الجامعة أن التغير المناخي يحدث بصورة أسرع بسبب أنشطة الإنسان التي ساعدت على رفع وتيرة الظاهرة أضعافا خيالية.
ويؤكد خبراء كثيرون في علم المناخ أنه ما يزال هناك فرصة كبيرة لكل شيء أن يتغير، وما يزال من الممكن وقف ظاهرة التغير المناخي عن طريق كبح تلك الأنشطة والتوجه نحو الطاقة النظيفة التي من شأنها إنقاذ كوكبنا للأجيال المقبلة.