الاخوان ارهابيون. مفاجأة ألمانية!

التخلص من الاخوان لن يكون بالأمر اليسير. تلك عقدة لا يكفي التلويح بشبهة الإرهاب لحلها.

فاجأت المانيا نفسها حين أعلنت أجهزة مخابراتها أن جماعة الاخوان المسلمين هي أخطر من تنظيم داعش الارهابي.

ترى أكانت تلك الحقيقة خافية على الالمان حقا؟

الواقع أن الاخوان كانوا ولا يزالون يديرون المدارس الإسلامية المنتشرة في الغرب. وإذا لم تكن تلك المدارس مفاقس لتخريج الإرهابيين فإنها على الأقل تنتج أجيالا منطوية على نفسها ترى في المحيط الذي ولدت فيه وتمتعت برعايته عدوا. هو دار الحرب حسب التصنيف الاخواني.

قبل سنوات صُدمت وزيرة التربية السويدية حين اكتشفت أن طلاب احدى المدارس الإسلامية لا يعرفون شيئا من اللغة السويدية. حدث أشبه بالمزحة الثقيلة. اما حين تظاهر إسلاميون في شوارع كوبنهاغن مطالبين بإقامة ولاية إسلامية فقد كان ذلك الحدث مؤشرا على أن الأمور قد خرجت عن نطاق المعقول. غير أن أحدا لم يتحرك من أجل التصدي لتلك الظاهرة الشاذة التي تمثل خروجا واضحا على الأعراف الديمقراطية.

ما حظيت به الجماعات الدينية العربية من رعاية من قبل دوائر الهجرة في الغرب لم يحظ به أحد من المهاجرين.

كانت حقوق الإنسان وحرية التعبير غطاء قانونيا لتلك الرعاية بالرغم من أن تلك الجماعات لا تؤمن بحقوق الإنسان ولا بحرية التعبير.

ولو تفحصنا الأمر عن قرب لأدركنا الثغرات في ما يخص الاخوان من تعامل غربي مريب. فوزيرة التربية السويدية ما كان عليها أن تفجع بجهل طلاب المدرسة الإسلامية باللغة السويدية لو أنها بحثت عن الأسباب التي تجعل من مدارس تمارس عملها داخل الأراضي السويدية ولا تخضع لرقابة وزارتها، كما أن متظاهري كوبنهاغن ما كانوا يخرجون إلى الشوارع لولا شعورهم بأن هناك من يحميهم داخل المؤسسة الرسمية.

أعتقد أن العلاقة الملتبسة بين الاخوان وأجهزة المخابرات الغربية في إمكانها أن تفسر الكثير من الألغاز.

إلى وقت قريب كانت الأجهزة الأمنية الغربية على يقين من أن لجماعة الاخوان مستقبل في العالم العربي. غير أن الوقائع أثبتت خطأ ذلك الاستنتاج وهو ما سبب ارباكا لتلك الأجهزة. إضافة إلى أن الاخوان بعد أن فقدوا الحكم في مصر وصدتهم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة صاروا يتصرفون بطريقة هستيرية أثبتت أنهم لن يكونوا دائما تحت السيطرة. وهو ما يعني إمكانية أن يتحولوا إلى إرهابيين داخل الدول التي وفرت لهم سبل الرعاية.

لذلك فقد دقت المانيا جرس الإنذار.

وهو ما يعتبر بداية لعلاقة جديدة بين الطرفين ستتسم بالكثير من التشنج وستكون المؤسسات التي يديرها الاخوان وفي مقدمتها المدارس والمساجد محورها وهدفها.

وكما أتوقع فإن التخلص من الاخوان لن يكون بالأمر اليسير.

تلك عقدة لا يكفي التلويح بشبهة الإرهاب لحلها.

فالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين يملك من أوراق الضغط ما يمكنه من          

أن يعطل قرارات المؤسسات التي ستقف حائرة أمام القوانين التي يحتمي بها الاخوان المدربون على الحيلة واللعب مع الأنظمة الديمقراطية.

المانيا التي دقت الجرس تعرف جيدا أن جماعة الاخوان هي الحاضنة التي رعت كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش. وكانت تعرف جيدا أن الاخوان إرهابيون في كل ما يصدر عنهم.  

لم يقع الإرهاب الاخواني فجأة. لذلك فإن الإعلان عنه ليس اكتشافا يُسجل لأجهزتها الأمنية.

هناك خلل أخلاقي تحاول الأجهزة الأمنية أن تتستر عليه.

ومع ذلك تبقى المفاجأة الألمانية بمثابة اعتراف بالفشل. وهو اعتراف يكرس حقيقة أن الاخوان لم يعد لهم مكان في العالم العربي. لقد انتهت اسطورة مظلوميتهم الذي كان الغرب يدافع عنها.

الاعتراف الألماني بأنهم ارهابيون سحب البساط من تحت أقدامهم.

المفاجأة الألمانية هي بمثابة اعتراف بأن لعبة الاخوان قد انتهت.