الاخوان يطربون لطبول الحرب في ليبيا

تغريدات مستفزة للإخوانية توكل كرمان تثير غضب نشطاء في بلدان عربية على إثر دعواتها للعنف وإراقة المزيد من الدماء في ليبيا حتى تتمكن حكومة الوفاق وميليشياتها من الوصول إلى بنغازي في ظل الدعم التركي.

طرابلس - كشفت المبادرة التي قدمتها مصر لإنهاء الصراع في ليبيا بالعودة إلى المفاوضات لإيجاد حل سياسي بين الفرقاء، حجم الأزمة التي يعيشها تنظيم الإخوان المسلمين، حيث تجند قادة ينتمون إلى الجماعة الإسلامية التي تبحث عن العودة للمشهد السياسي عبر ليبيا للدفع نحو مواصلة الاقتتال فيها خدمة لأجنداتهم باعتبارها آخر القلاع التي يمكن أن تنقذ نفوذهم المتلاشي مع تبدل المزاج الشعبي من جماعات الإسلام السياسي بالإضافة إلى الضغوط الإقليمية العربية على تحركاتهم.

وخصصت وسائل الإعلام الإخوانية التي تتخذ من إسطنبول والدوحة مقرا لها برامج وفيديوهات روجت لنشرها فور إعلان القاهرة عن مبادرتها لحل الأزمة في ليبيا أمس السبت.

ودعا إعلاميون وصحافيون موالون للإخوان وعدد من قادة الجماعة المقيمين في قطر وتركيا وأغلبهم فروا من بلدانهم، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لاستكمال الحرب بهدف إفشال الدعوة المصرية التي دعت لحقن دماء الليبيين والعودة للمسارات السياسية خصوصا أنها حظت بدعم وإشادات دولية وإقليمية.

والسبت، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن مبادرة سياسية لحل الصراع الدائر في ليبيا، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مع رئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
لكن رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (استشاري) خالد المشري أعلن رفض حكومة الوفاق للخطوة فور إعلانها، مشيرا إلى أنه "لا مكان لحفتر في أيّ مفاوضات قادمة”.

ولا تعكس تصريحات المشري الموقف الذي طالما روج له رئيس الوفاق فائز السراج طيلة الأشهر الماضية حين أكد رغبة حكومته في الحل السياسي خلال مباحثاته مع أكثر من بلد أوروبي.

ودعا المذيع الإخواني الهارب من مصر أحمد عطوان في فيديو إلى "تحرير سرت والزحف إلى بنغازي الحاسم ردا على فخ السيسي وحفتر وإعلان القاهرة".

أما الناشطة الإخوانية اليمنية المثيرة للجدل توكل كرمان فقد استفزت تغريداتها النشطاء في أكثر من بلد عربي على إثر دعوتها لمزيد من الاقتتال في ليبيا، في وقت تعلو فيه الأصوات محليا و دوليا المنادية بالسلام، آخرها "إعلان القاهرة" الداعي إلى حل الأزمة دون إراقة المزيد من الدماء.

وشن نشطاء حملة شرسة جديدة على توكل كرمان بعد أن طالبت من حكومة الوفاق وميليشياتها المدعومة من المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، بمواصلة الحرب حتى الوصول إلى بنغازي.

وكتبت كرمان "لابد من بنغازي وإن طال السفر واشوقاه لعاصمة ثورة فبراير الليبية". وقبلها قالت في تغريدة مستفزة أخرى "أفكر بزيارة إلى طرابلس لكنني مشتاقة أكثر لبنغازي عاصمة ثورة فبراير الليبية، عسى أن يكون قريبا".

وأثارت تلك التغريدات غضب نشطاء من ليبيا واليمن ومصر وغيرها من البلدان العربية حيث اعتبرت تلك الاستفزازات دعوة جديدة للعنف وإراقة المزيد من دماء الليبيين برعاية تركيا التي أججت في السابق الصراع عبر التدخل العسكري وأفشلت كل مبادرات السلام التي طرحت سابقا.

واتهم نشطاء كرمان منذ مدة بالانتماء لجماعة الإخوان وخدمة أجندات قطرية تركية في المنطقة، مطالبين موقع فيسبوك بالتراجع عن قرار تعيينها ضمن ما عرف بلجنة الرقابة في فيسبوك أو "لجنة حكماء فيسبوك"، حيث انتقذ حقوقيون وسياسيون عرب وغرب تلك الخطوة معتبرين أن الناشطة اليمنية ليست مخولة لتلك المهمة باعتبارها غير حيادية بالمرة وتخدم سياسات إخوانية معروفة.

وطالب نشطاء كرمان "بالتفرغ للحرب ببلدها والدفاع عنها لتحريرها من يد الحوثيين بدل التدخل في شؤون الليبيين ودعوتهم للاقتتال خدمة لأجندات أنقرة والدوحة"، مذكرين إياها بزوال "الدولارات" التي تقبضها مقابل مواقفها المؤيدة للإخوان.

وتسائل مغرد تعليقا على تغريدة كرمان "ألم تشبعي فتنة بعد أن أخذت تركيا نفط ليبيا..وألم تشبعي من سلم الخراب الذي لحق بالقومية العربية وتقسيم الأوطان من وراء الإخوان؟".

وكتب مغرد آخر متوجها يتغريدته لكرمان "من خرج من بلاده هارب مهزوم ولم يستطيع أن يأخذ أغراضه الشخصية تركتم غرف نومكم وتناسيتم الأمر. وأشعلتم الحروب وانتم أجبن الناس والمثل يقول لابد من صنعاء ولوطال السفر غيرتي كل شي والحرب لازالت مستمرة والأيام دول".

ومنذ مدة شن نشطاء يمنيون حملة شرسة على الناشطة اليمنية التي لا تملك في رصيدها إلا "نوبل للسلام" مشككين في دوافع نيلها تلك الجائزة.

وقال منتقدو كرمان إنها أصبحت "أخطر من فيروس كورونا نفسه" كونها تمثل أداة لتخريب للأوطان في يد تركيا وقطر بعد أن ساهمت في تفتت بلدها اليمن الذي خربه المتمردون الحوثيون والآن يتواطأ معهم الإخوان لتقسيمه.

في المقابل دعم قادة من الإخوان تغريدات كرمان داعيين لمواصلة حرب الميليشيات في ليبيا بدعم تركي أصبح مكشوفا للعالم باستخدام المرتزقة والأسلحة التركية المهربة رغم الحظر المفروض من مجلس الأمن على ليبيا.

أما سامي كمال الدين وهو إعلامي مصري إخواني فقد اضطر إلى تجهيز قناة يوتيوب جديدة خوفا من إغلاق صفحته التي دأب على التجييش فيها ضد الجيش المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي وكل من يعارض الإخوان وذلك على إثر حملة انتقادات شنها مصريون ضده مطالبين بوقف الشائعات التي يبثها.

وأشاد أحمد حسن الشرقاوي القيادي بمجلس الإخوان بتركيا بما قام به كمال الدين وكتب في تغريدة " لاحظ توقيت الهجوم على منصاتنا على اليوتيوب في الوقت الذي تتراجع فيه الثورة المضادة في ليبيا، ويعود الأمل في الحرية والثورة الحقيقية مجددا في عموم المنطقة!".

ويلجأ قادة الإخوان إلى تسمية كل من يقف ضد سياساتهم التخريبية في البلدان العربية وينتقد تنفيذهم لأجندات تركيا وقطر إلى تسميته بـ"الثورة المضادة" التي تريد أن "تحرم الشعوب من حقوقها" تحت رايتهم المعهودة "الدفاع عن الإسلام"، وذلك بهدف دغدغة الشارع الذي يخرج في مظاهرات من فترة لأخرى للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية في بعض العواصم العربية.

سي
تركيا تبحث عن فوضى أخرى في ليبيا بعد خسارة سوريا

وفي تغريدة أخرى شكك الشرقاوي في المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار قائلا في تغريدة "ربما تواجه تلك المباردة نفس مصير المبادرات المصرية السابقة، وغيرها من مبادرات أوروبية وأمريكية. وما يعزز هذا التوقع هو استمرار النجاحات العسكرية لقوات حكومة الوفاق وتعزيز وجودها بالاستيلاء على المزيد من المدن والمواقع وحدوث شبه انهيار كامل وإنكشاف استراتيجي لقوات حفتر".

 أما السياسي الإخواني الكويتي ناصر الدويلة فقد أظهر اهتماما كبيرا لعمليات قوات الوفاق وميليشياتها خلال محاولتها الدخول إلى سرت بعد إعلان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر استجابته للمبادرة المصرية.

ولم يفلت الدويلة تغريدات وسائل الإعلام التركية الداعية لمواصلة الحرب في ليبيا، حيث أضحت صفحته على تويتر منذ السبت ترويجا لإخوان ليبيا ولعمليات أنقرة ومرتزقتها العسكرية في ليبيا.

وقام الدويلة بإعادة تغريدة ياسين أقطاي مستشار أردوغان، التي هنأ فيها ميليشيات الوفاق على التطورات الميدانية الأخيرة الحاصلة، مؤكداً أن بلاده "وفت وأنجزت ما وعدت به حكومة الوفاق".

وبدأت وسائل الإعلام الرسمية التركية والقطرية أهمها قناة الجزيرة بالترويج منذ مساء السبت لقدرة قوات الوفاق وميليشياتها مواصلة القتال حتى "السيطرة على كامل الأراضي الليبية".

ونشرت وكالة الأناضول الرسمية مقابلة مع المنسق العام لوقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (سيتا)، برهان الدين دوران، يقول فيها إن "الوضع الجديد يمكن أن يتيح للحكومة السيطرة على كامل الأراضي الليبية".
وأضاف دوران الذي أججت بلاده الحرب عبر تدخل مباشر في ليبيا وأرسلت لها آلاف المرتزقة أن "دعم بعض الدول مثل روسيا ومصر وفرنسا والإمارات لحفتر أدى إلى تعميق الأزمة في ليبيا".
ولم يتردد دوران في التباهي بالدعم الذي تقدمه "قطر وإيطاليا لحكومة الوفاق"، مشيرا إلى أن "الدعم الحقيقي تقدمه تركيا".
كما اعترف بأن "تدخل تركيا غيّر مجريات الأحداث في ليبيا بعد أن كانت قوات حفتر قد أحرزت تفوقاً عسكرياً على الوفاق، وكانت على وشك دخول طرابلس"، وذلك بفضل الطائرات المسيرة والأسلحة التركية.
وأضاف دوران أن "التواجد التركي سيتيح التقسيم العادل للثروات في شرق المتوسط وسيمنع التوسع اليوناني، فضلا عن مساهمته الكبيرة في استقرار وأمن أوروبا".

واستخدم أردوغان نفس الأسلوب لتهديد أمن أوروبا عبر ورقة اللاجئين السوريين في السنوات الماضية خلال الحرب في سوريا حيث ابتز دول الاتحاد الأوروبي عبر ملف المهاجرين الساعيين للوصول إليها.