الاعتداءات السافرة بالأمازون تخنق رئة الأرض

استنزاف غابات الأمازون يخضع لضغوط يمارسها مزارعون  وشركات ضخمة، تعمل بدعم من الرئيس البرازيلي على مواصلة جرف الغابات بهدف توفير مساحات شاسعة، لممارسة أنشطة زراعية بها فضلا عن المناجم.
قلق دولي حيال إتلاف أكبر منبع للأكسجين بكوكب الأرض
جرف الغابات يهدد حياة حيوانات نادرة بالأمازون
قطع أشجار الأمازون في البرازيل تضاعف خلال سنة

ريو دي جانيرو (البرازيل) - يقع الجزء الأكبر من غابات الأمازون في البرازيل، حيث تعد هذه الغابات الرئة التي تتنفس الأرض من خلالها، إلا أن الاعتداءات السافرة على هذه الغابات يشكل تهديدا جديا للنظام البيئي الحيوي لكوكب الأرض.

ويرى ناقدون أنه ما يجري حاليا بمنطقة الأمازون هو اعتداء صارخ على أكبر غابة مدارية على كوب الأرض تبلغ مساحتها حوالي 6 مليون كيلومتر مربع.

وتلعب هذه المنطقة الهامة دورا حيويا في الحد من الاحترار المناخي، فهي تمتص مع المحيطات ما بين 25 إلى 30 بالمئة من غازات الدفيئة الصادرة عن الأنشطة البشرية.

وتمتص مليارات الأشجار التي تلقى اعتداء صارخا بالأمازون، ثاني أكسيد الكربون المسؤول الأول عن ظاهرة الانحباس الحراري.

وتنتج غابات الأمازون 20 بالمئة من المياه العذبة المتدفقة، وهي موطن لثلث الأنواع النباتية والحيوانية في العالم. كما تنتج 20 بالمئة من أكسجين الأرض، وتمتص أكثر من مليار طن من الكربون الموجود في الغلاف الجوي الناتج عن حرق الوقود الأحفوري سنويًا.

وكانت اتهامات قد طالت الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو وشركات عالمية كبرى بالوقوف وراء استنزاف الغابات.

وكانت ليلى سالازار لوبيز خبيرة في المجال البيئي والمديرة التنفيذية لمنظمة 'Amazon Watch' قد قالت في الـ29 من أغسطس/آب الماضي،  إن "شركات مثل بلاك روك (استثمارية كبرى مقرها نيويورك) أعلنت عن خططها لتوسيع عملياتها في البرازيل بعد انتخاب بولسونارو، وتعد ممولًا رئيسيًا لعمالقة الصناعات الزراعية، ومن ثم لديها تأثير كبير على إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية".

واعتبرت لوبيز أن حرائق غابات الأمازون تعد مؤشرًا على السياسة المتعمدة "السامة" التي تنتهجها الحكومة البرازيلية، تحت قيادة بولسونارو، محذرة من أنها قد تفضي إلى تدمير البيئة في تلك المنطقة.

وزادت الحرائق في منطقة الأمازون بنسبة 84 بالمئة، ليتضاعف العدد مقارنة بـ2013.

ويشكل عدد قياسي من الحرائق المستعرة بالأمازون غضبا دوليا بسبب مكانة هذه الغابات المطيرة في حماية الحياة البشرية على كوكب الأرض، فضلا عن سياسيات تجريف الغابات وقطع أشجارها.

ولا تعد الحرائق العامل الوحيد وراء تخريب هذه الغابات المطيرة، فإن قطع الأشجار الناتج عن أنشطة زراعية وصناعية سبب آخر يوازي الحرائق في الإضرار بالمنطقة الحيوية بكوكب الأرض.

وتضاعف قطع أشجار غابات الأمازون تقريبا بين يناير /كانون الثاني وأغسطس/آب مقارنة بالفترة نفسها من 2018 وطال 6404.4 كيلومترات مربعة، على ما أظهرت بيانات رسمية مؤقتة.

وبلغت الزيادة نسبة 91.9 بالمئة إذ كانت المساحة المشمولة في الفترة نفسها العام الماضي 3336,7 كيلومترا مربعا.

فخلال أغسطس/آب وحده اختفى 1700.8 كيلومترا مربعا من الأشجار أي أقل من يوليو /تموز الماضي، عندما زادت المساحة المعنية أربع مرات، لكنها كانت أكثر بثلاث مرات من أغسطس/آب 2018 (526.5 كيلومترا مربعا) على ما أفاد نظام 'ديتير' للإنذار عبر الأقمار الاصطناعية في المعهد الوطني لتحقيقات الفضاء.

وقد زادت عمليات قطع الأشجار خصوصا في الأشهر الأربعة الأخيرة ويقدر خبراء أن تصل المساحة إلى 10 آلاف كيلومتر مربع للمرة الأولى منذ 2008.

ويعزو الخبراء والمدافعون عن البيئة هذه الزيادة، إلى ضغوط يمارسها مزارعون وشركات أخشاب بدعم من بولسونارو لفتح محميات السكان الأصليين لتطوير نشاطهم فيها فضلا عن المناجم.

وتوقع خبراء تسجيل حرائق إضافية في منطقة الأمازون، لأن ذروة قطع الأشجار تسجل في يوليو/تموز وذروة الحرائق في سبتمبر/أيلول.