الامارات تنسق مع روسيا لاحتواء النزاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا
موسكو - أكد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاثنين خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو على ضرورة العمل من أجل "منع توسع الصراع في المنطقة" فيما أبدى استعداده لبذل المزيد من الجهود للمساعدة في حل النزاع في أوكرانيا بينما أكد الرئيس الروسي من جانبه على ضرورة دعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأجرى الزعيمان مباحثات شملت مختلف الملفات السياسية والاقتصادية وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) حيث يرتبط البلدان بعلاقات قوية ومصالح اقتصادية هامة.
وتشهد منطقة الشرق الاوسط توترات متواصلة إثر حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وامتدت مؤخرا إلى لبنان، وسط ترقب لهجمات إسرائيلية على إيران، ردا على ضربات صاروخية نفذتها طهران ضد تل أبيب مطلع أكتوبر/تشرين الاول الجاري.
وخلال جلسات بالكرملين بحث الرئيسان الإماراتي والروسي "مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها"، مؤكدين "حرصهما على تطويرها على مختلف المستويات".
وهنالك علاقات اقتصادية وتجارية هامة بين روسيا والامارات تم تعزيزها خلال الزيارة التي قام بها بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2023 لابوظبي.
كما استعرض الجانبان الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث أكد الشيخ محمد على "ضرورة العمل من أجل منع توسع الصراع في المنطقة، والذي يهدد أمنها واستقرارها مطالبا بضرورة "إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) والذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع".
ونقلت وكالات روسية عن بوتين قوله إن الوضع في الشرق الأوسط "معقد" حيث تخوض إسرائيل معارك في غزة وجنوب لبنان حيث انتقد مرارًا الدولة العبرية منذ بداية حربها مع حماس، منددًا بـ"الكارثة" الإنسانية في غزة وداعيًا إلى إنشاء دولة فلسطينية.
من جانب اخر أكد رئيس الامارات أن بلاده مستعدة للوساطة وبذل مزيد من الجهود لحل النزاع في أوكرانيا.
بدوره رحب بوتين خلال المحادثات بجهود الوساطة التي بذلتها أبوظبي خلال الفترات الماضية، وأسفرت عن نجاح تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، التي تتعرض لهجوم عسكري من موسكو منذ 24 فبراير/شباط 2022.
وجرت عملية التبادل الأخيرة يوم الجمعة إذ أعاد كل جانب 95 أسير حرب إلى بلادهم. وقالت الإمارات إنها كانت محاولة الوساطة التاسعة التي شاركت فيها في الحرب.
وتمسكت أبوظبي بالحياد في الحرب الروسية - الأوكرانية، لكنها دعت إلى ضرورة الحوار للتوصل إلى حل سلمي للنزاع، كما لم تنخرط في العقوبات الغربية على روسيا والتزمت في الوقت ذاته بسياسة تحالف "أوبك +".
كما تطرق اللقاء إلى قمة مجموعة "بريكس" ودور المجموعة في دعم العمل الجماعي الدولي لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة، بحسب الوكالة الإماراتية.
وتترأس روسيا المجموعة هذا العام تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين". ونظمت منذ توليها رئاسة المجموعة أكثر من 200 فعالية سياسية واقتصادية واجتماعية، على رأسها قمة بريكس المقرر انعقادها بمدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر/تشرين الاول الجاري، بمشاركة عدد من رؤساء الدول.
وتعد المجموعة رابطة مشتركة بين عدة دول تم إنشاؤها عام 2006 من قبل روسيا والبرازيل والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2011، فيما انضمت إليها الإمارات والسعودية ومصر وإثيوبيا وإيران إلى منذ بداية عام 2024 الجاري، وفق الوكالة.
والسنة الماضية أدى الرئيس الروسي زيارة الى الامارات ضمن جولة في المنطقة شملت كذلك السعودية.