الانتخابات العراقية.. فرصة للخير والشر

الانتخابات فرصة للتغيير وليس للاستمرار في التذمر والتقاعس.

"ليست الحرية سوى فرصة ليكون المرء أفضل". ألبير كامو، فيلسوف وكاتب فرنسي.

نعم. هي فرصة ينبغي إستغلالها. فالفرص تمر مرور السحاب.

هذه الفرصة مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع فالمشاركة بالانتخابات حق مثلما عدم المشاركة حق أيضاً وكلاهما محترم. ولكن المشاركة فرصة لتغيير ولو طفيف وهو أفضل من مجرد الجلوس في البيت معترضاً ومنتقداً وضجراً لدى متابعة نشرة أخبار أو حلقة نقاش سياسي.

هي فرصة للفاسدين أن يستمروا بفسادهم أو فاسدين جدد يفكرون بالاستثمار بالفساد أو انتهازيين سال لعابهم على غنائم الشر للعبة السياسية القذرة وشر هيبتها المصطنعة.

كذلك هي فرصة لمن يفكر بالخير ويسعى للخير وفي فكره أنه سيساهم بنشر الخير.

ربما لا يروق لك الكثير من المرشحين وكنت حانقاً على الصراعات السياسية في العراق والوضع الخدمي السيئ، ولكن ألا يوجد واحد فقط محل ثقة ممن تعرفه وتعرف سيرته وفكره؟

ألا ترى أن جلوسك في البيت وتقاعسك سيوصل من تتكلم عنهم بسلبية للسلطة من جديد.

مرشح خير واحد من هاهنا وواحد اخر من هناك سيبقون باب الأمل مفتوحاً، والحياة بدون أمل حياة بائسة.

وأعيد التذكير بأن أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات العراقية السابقة بلغت حوالي 60%. أي أن هنالك 40% ممن يحق لهم التصويت لم يشاركوا في الانتخابات ولو شاركوا لربما يحصل تغيير كبير في المعادلة السياسية. أي لو أن الذين يحق لهم التصويت كانوا عشرة ملايين فأن أربعة ملايين لم يشاركوا وهذه مصيبة كبيرة. أغلب الأحزاب والتيارات الدينية والسياسية هي منظمة ولها أتباع يتبعون قياداتهم بالحرف ويشاركون بكثرة في الانتخابات. فتصوري أن أكثر الأربعة ملايين الذين لم يشاركوا هم من المستقلين المتقاعسين.  

المرشح الذي يغري الناس بمغريات المال والتعيين والمشاريع الورقية التي لا اساس تطبيقيا لها فذلك يدل على أنه مرشح ضعيف الشخصية وإنتهازي. وليس جديرا بهكذا مرشحين أن يمثلوا الشعب. مجرد مشاريع كلامية غير مدروسة ولا مخطط لها مسبقاً وهكذا مرشح لا يفكر بأن الواعين سيصوتون له، ففكره منصب على زيادة غفلة المغفلين.

إن من يغري غيره سيسهل على الاخرين إغراءه.

حتى من يغري غيره بتبعيته الدينية أو ممن يجعل من مجالس الدين وسيلة لأغراء الناس بأسم الدين لاستحصال مكاسب سياسية فيسهل على سياسيين اخرين إغراءه وربما بنفس الأسلوب يستغفلونه أو يشترونه.

من المفترض أن يكون الدين وسيلة لقمع المغريات، ولكن البعض صيّروه وسيلة من وسائل المغريات التي تدر عليهم الملذات والشهوات.

صوتك أمانة ومسؤولية وفكر وأخلاق فلا تخون الأمانة وتتخلى عن مسؤوليتك وتسيء لأخلاقك.

جرّب أن تغيّر وأنتخب مرشحين جدد، فعجباً كيف تريد أن تحقق التغيير إذا أعدت انتخاب الفاسد والناكر لأهله ومن إنتخبوه وفق هوى طائفي وتبعية دينية لشخصية دينية وحسب أو وفق مشتهى حزبي أو ممن اتخذ من منصبه ثروة وغنيمة له ولحاشيته.