الانتخابات توفر حصانة جديدة لنائبين ملاحقين في تفجير بيروت

إعادة انتخاب الوزيرين السابقين حليفي حزب الله علي حسن خليل وغازي زعيتر (حركة أمل) تثير مخاوف عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت من تأخير تحقيق متعثر بسبب الحصانة البرلمانية والتدخلات السياسية.
زعيتر وحسن خليل رفضا المثول أمام قاضي التحقيق في انفجار بيروت
أهالي ضحايا انفجار بيروت يعتبرون إعادة انتخاب خليل وزعيتر 'استفزازا'

بيروت - أعيد انتخاب نائبين لبنانيين من حلفاء حزب الله هما وزير المالية والنائب الأسبق علي حسن خليل (حركة أمل) ووزير الأشغال الأسبق غازي زعيتر وكلاهما ملاحق في قضية تفجير مرفأ بيروت في أغسطس/اب 2020، في تطور أصاب أهالي ضحايا تفجير المرفأ بالإحباط وسط مخاوف من طمس الحقيقة بعد حصولهما مجددا على الحصانة البرلمانية وكانا قد رفضا أصلا المثول للتحقيق في ما هو منسوب إليهما من تقصير ومسؤولية عن أسوا كارثة تعرض لها لبنان في غمرة أزمة مالية طاحنة.

ويخشى أهالي الضحايا المزيد من التأخير في تحقيق متعثر في أسباب الانفجار بسبب حماية محتملة للمشتبه بهم في بلد محكوم بالتدخلات السياسية والمصالح.

ويلقي كثيرون في لبنان باللوم في الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 215 شخصا على إخفاقات أمنية ارتكبها مسؤولون سياسيون وأمنيون كبار. وكانت مساءلة أولئك المسؤولين عن الانفجار قضية رئيسية لمرشحي المعارضة والناخبين.

وتظهر نتائج وزارة الداخلية فوز علي حسن خليل وغازي زعيتر وكلاهما من حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله، بمقعدين في جنوب لبنان وبعلبك الهرمل .

ووجهت اتهامات إلى خليل وزعيتر في ديسمبر/كانون الأول 2020، لكنهما نفيا ارتكاب أي مخالفة ورفضا حضور جلسات الاستجواب، متعللين بالحصانة الممنوحة لهما من مقاعدهما البرلمانية.

علي حسن خليل احتمى بالحصانة البرلمانية ورفض المثول أمام التحقيق
علي حسن خليل احتمى بالحصانة البرلمانية ورفض المثول أمام التحقيق

ولم يتم الإعلان عن التهم الموجهة إليهما بالتحديد لأن التحقيقات سرية. ووصفت ريما الزاهد، التي توفي شقيقها أمين في الانفجار وهي عضو في لجنة تمثل الضحايا، فوزهما بأنه "مهزلة".

وقال كيان طليس وهو عضو آخر باللجنة توفي شقيقه محمد البالغ من العمر 39 عاما في الانفجار "نشعر بالقلق والاستفزاز ولا نريد أن يكون أحد فوق القانون".

وصدرت مذكرة اعتقال بحق خليل لكن لم يتم تنفيذها من قبل قوات الأمن متذرعة بالحصانة البرلمانية.

وتسببت الدعاوى التي رفعها المشتبه بهم ومن بينهم النائبان ضد القاضي طارق بيطار الذي يحقق في الانفجار في تعطيل التحقيق لأشهر.

ومع ذلك قال أقارب الضحايا إنهم تلقوا دفعة معنوية من فوز مرشحي المعارضة الجدد في بيروت والذين حصلوا على خمسة مقاعد من أصل 19 في الدائرتين الانتخابيتين بالعاصمة.

وقال طليس "لدينا المزيد من أعضاء البرلمان الذين يمكنهم العمل معنا... إنهم أناس سيساعدون قضيتنا. آمل ألا نضطر إلى الانتظار طويلا لتحقيق العدالة".

ومن بين الفائزين الجدد نقيب المحامين السابق في بيروت ملحم خلف والذي كان مدعوما من عائلات بعض ضحايا الانفجار. وقالت ريما التي كانت تحتفل بانتصار خلف في منزله مساء أمس الاثنين "هو صوتنا".