الانترنت تفقد بريقها في ألمانيا

شتوتجارت - من ألكسندر ميسال
هل بدأ العد العكسي لثورة الانترنت

قد تكون ألمانيا صاحبة واحد من أكبر اقتصاديات العالم، لكن الانترنت هناك، كما في كل مكان أخر، تجتاز مرحلة صعبة.
وإذا كان اقتصاد الانترنت في ألمانيا يوصف بأنه مريض، فإن من الممكن أن يكون تشخيص حالة المريض بأنها حرجة. فقد بترت بعض أطرافه، لكن الحالة النفسية هي الاشد معاناة الان.
فبعد عدد من حالات الافلاس المثيرة في القطاع والتراجع الحاد في اقتصاد الانترنت، يبدو أن قطاع الانترنت قد فقد الرغبة في الابداع وطرح الرؤى الجديدة.
يتذكر ألكسندر فلسنبرج مدير القطاع التجاري باتحاد الوسائط المتعددة الالماني قائلا "كنا كل عام نجد عامل جذب جديدا". غير أنه عندما يجتمع المديرون والخبراء في مؤتمر الاتحاد الالماني لهذا العام في شتوتجارت، فإنه لن يكون هناك مبتكرات جديدة تتنافس على جذب انتباه الزوار.
ويتطلع منظمو المؤتمر هذا العام، رغبة منهم في تهدئة روع أنفسهم وبعث أمل جديد، إلى الميتافيزيقا. وقد أعلن الفيلسوف بيتر سلوتردييك عن استعداده لان يكون المتحدث الشرفي في المؤتمر وأن يعرض أفكاره حول أنثروبولوجيا الاعلام الجديدة.
ومن الواضح أن أي موضوع لاي حديث يتعلق بالانترنت اليوم ربما يتناول أحد أشهر المواقع ويدعى دوت كوم تود. كوم. وقد جمعت المسئولة عن إنشاء هذا المواقع، وهي سيدة من برلين تدعى لانو، شكاوى العمال فيه من الشركات الجديدة المتعثرة بالقطاع.
ومع ذلك فإن لانو ترفض فكرة وجود أزمة شاملة في نظام الانترنت. وترى لانو أن حالة النشوة الاولى والمعلومات غير الدقيقة والتركيز الزائد على الانترنت هي التي راح بريقها، وليس اختراع الانترنت وفوائده في حد ذاتها.
بيد أن الواقع يشهد بأن مزيدا من الشركات تقدم حلولا على الشبكة وأن ثمة أعمال تجارية تتم عبر الشبكة - وهي الاعمال التي ترمى لاشباع احتجاجات تجارية قائمة بالفعل ولديها فرصة حقيقية في البقاء.
والشركات التي تمكنت من البقاء حتى الان تجمع المنتجات والبني الاساسية للشركات المفلسة. وخطوط الانتاج التي لا تستطيع أن تبرهن على نموذج تجاري ناجح في ظل الازمة وعلى تدفق للعائدات أصبحت توضع تحت المجهر.
وحتى الان فقد حقق الاعلان عبر الانترنت نتائج مخيبة للآمال في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعني أن معظم خدمات الانترنت لن تقدم مجانا في المستقبل.
وترفع شركات كثيرة في القطاع شعار "الخدمة التي لا تستطيع أن تحقق من ورائها عائدا ألغها". والانترنت المحمول الذي يشتمل على خدمات باشتراك لارسال المعلومات عبر تليفون محمول يهيئ الساحة للانشطة التجارية عبر الانترنت في المستقبل. ويبدو أن المعايير اللاسلكية السريعة جي.بي.أر.إس ويو.إم.تي.إس ستكون في مقدمة المساعدين في هذا التطور.
وحتى بالنسبة لمؤتمر الوسائط المتعددة لعام ،2001 فإنه لا يوجد شعور بحماس كبير على نحو ما كان في السنوات السابقة. وبدلا من ذلك خيمت أجواء الملل والتكرار.
وقد أضفى مستثمر الانترنت كيم شميتس الشهير باسم دكتور كمبل لمسة من الخزي على الفعاليات. فقد اعتقل قرصان الانترنت السابق الشهير بأسلوب حياته المترف في كانون الثاني/يناير الماضي في تايلاند وسيواجه اتهامات عديدة أمام قاضي ألماني من بينها الاتجار غير المشروع.
وبيتر كابل وهو أحد الشخصيات المهمة التي كانت تثير الاعجاب في المؤتمر وشركته كابل نيو ميديا أجبرا على التوقف في الصيف الماضي. وحتى مكتب المصمم الشخصي لكابل خصص للبيع في المزاد.
وبطريقة مماثلة انهارت شركة بروكات لتصنيع برمجيات الانترنت في شتوتجارت بعد عمليات توسع ضخمة حيث بيعت لمستثمرين صغار.
ورغم ذلك فإن العاملين الذين تم تسريحهم من شركات جديدة مثل تلك الشركات سيكونون بكامل قوتهم في المؤتمر. ويعرض منظمو المؤتمر تخفيضات على رسوم حضور المؤتمر للمسرحين من العمال في هذه الصناعة.