الانتظام في فحص فيتامين 'بي 12' يحصن أعصاب مرضى السكري


دراسة أميركية تكشف أن الكشف المبكر عن نقص الفيتامين المتواجد بكثرة في الأطعمة المستخرجة من الخميرة واللحوم والأسماك عند المرضى السكري من النوع الثاني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بتلف أعصاب لا يمكن علاجه.
أحد أشهر أدوية السكري من النوع الثاني قد تتلف الأعصاب
أعراض نقص 'بي 12' على شكل إكزيما والتهابات جلدية وانخفاض كثافة الشعر وسوء الذاكرة وفقر الدم

لندن - أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن الفحص الدوري التي يتم إجراؤه لمرضى السكري لرصد مستويات فيتامين "بي 12" يمكن أن يقيهم من خطر الإصابة بتلف الأعصاب.

الدراسة أجراها باحثون في مركز هكنال رود الطبي ببريطانيا، وعرضوا نتائجها الأربعاء، أمام المؤتمر السنوي لجمعية الغدد الصماء الذي عقد في الفترة من 19-21 بمدينة غلاسكو في بريطانيا.

وأوضح الباحثون أن المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني، يتناولون عادة عقار "ميتفورمين" (Metformin) الذي يعتبر أحد أشهر الأدوية التي تعالج المرض.

لكن الباحثين أضافوا أن عقار "ميتفورمين" يرتبط عادة بنقص مستويات فيتامين "بي 12"، ما يزيد من خطر تلف الأعصاب الطرفية.

ويعد تلف الأعصاب الطرفية من المضاعفات الشائعة لمرض السكري، حيث تتراوح الأعراض من التنميل إلى الألم، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان التوازن والموهن.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، أجرى الفريق مراجعة لفحص مستويات فيتامين "بي 12" بين عد من مرضى السكري الذين عولجوا بعقار "ميتفورمين".

وأشارت نتائج المراجعة إلى أن 64 بالمئة من المرضى لم يجروا فحصا لمستويات فيتامين "بي 12" على الإطلاق، وأن 9.6 بالمئة من المرضى كانوا يعانون من نقص في مستويات هذا الفيتامين، لكن 6.4 بالمئة منهم فقط عولجوا بمكملات غذائية لفيتامين "بي 12".

وقالت الدكتورة كنعات ملا، قائد فريق البحث: إن "نتائج الدراسة تكشف أن الكشف المبكر عن نقص فيتامين "بي 12" من خلال الفحص الروتيني لجميع مرضى السكري الذين عولجوا بالميتفورمين يمكن أن يقللوا من خطر الإصابة بتلف الأعصاب الذي لا يمكن علاجه".

وأضافت أن "هذه النتائج لا ينبغي أن تثني المرضى عن تناول عقار "ميتفورمين"، بل تشجع الأطباء على مراقبة مستويات فيتامين "بي 12" عبر إجراء الفحص المنتظم للمرضى وعلاج أي نقص لهذا الفيتامين بسرعة".
 

ميتفورمين
الحذر واجب عند استخدام 'ميتفورمين'

وتظهر أعراض نقص فيتامين "بي 12" على شكل إكزيما، والتهابات جلدية، وانخفاض كثافة الشعر، وسوء الذاكرة، وفقر الدم، والقلق، والتوتر، وألم العضلات.

ويوجد فيتامين "بي 12"، بكثرة في الأطعمة المستخرجة من الخميرة، واللحوم، والأسماك، والدجاج، والمنتجات الحيوانية مثل الحليب والبيض، كما يوجد في حبوب الإفطار، بالإضافة إلى أنه يوجد بكثرة كمكمل غذائي في الصيدليات.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 90% من الحالات المسجّلة في شتى أرجاء العالم لمرض السكري، هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساسا جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي.

فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.

وأشارت المنظمة إلي أن 422 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض بالسكري، ويبلغ نصيب إقليم شرقِ المتوسطِ منهم 43 مليون شخص.