الانتقالي الجنوبي يعلن سيطرته الكاملة على سقطرى

المجلس الانتقالي الجنوبي يعلن عن بدء مرحلة من الإدارة الذاتية في جزيرة سقطرى التي تحولت منذ إنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي في 2017 إلى مادة إعلامية يستخدمها إعلام الدوحة والإخوان للتحريض على التحالف.

عدن - أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرة قواته على جزيرة سقطرى اليمنية قاطعا الطريق أمام محاولات حثيثة في الأيام الأخيرة لقوات تابعة للحكومة ومدعومة من جماعة الإخوان المسلمين ومن ورائهم تركيا لنشر الفوضى وخلق توترات في المنطقة.

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي أمس السبت بدء مرحلة من الإدارة الذاتية في الجزيرة المعروفة بتنوعها النباتي وموقعها الاستراتيجي في خليج عدن.

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة التي أصبحت جماعة الإخوان تسيطر على مفاصلها ما أربك الجهود الرامية إلى التصدي لميليشيا الحوثي.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتّهم السلطة المعترف بها بالتقرب من جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في عدة دول عربية، أعلن في نيسان/ابريل "إدارة ذاتية" في الجنوب بعد تعثر اتفاق الرياض الذي نص على تقاسم السلطة بعد ان تم توقيعه مع الحكومة السعودية.

وقال عضو المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت "سيطرنا على معسكر القوات الخاصة آخر معاقل ومعسكرات مليشيات الإخوان المسلمين في حديبو (مركز الجزيرة) وعلى كافة الأسلحة والأطقم والمعدات العسكرية التابعة لمليشيات الإخوان".

وأكّد أن القوات الجنوبية "أعلنت العفو العام والبدء بتنفيذ الإدارة الذاتية لمحافظة سقطرى".

وهنّأ المجلس الانتقالي في بيان "أبناء محافظة أرخبيل سقطرى على عودة حاضرة سقطرى وعاصمتها حديبو إلى وضعها الطبيعي واستعادة مسارها الصحيح كعاصمة مدنية وقبلة للتعايش والتآلف وتماسك نسيجها الاجتماعي".

وأعلنت كتيبة البحرية بمحافظة أرخبيل سقطرى، الأحد، انضمامها للقوات المسلحة الجنوبية رافعة علم الجنوب على بوابات المعسكر الخاص بها لتصبح كافة الكتائب العسكرية بالمحافظة تحت إدارة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال اللواء سالم عبدالله السقطري، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي ونائب رئيس الإدارة الذاتية للجنوب إن "القوات الجنوبية أسقطت مشروع المليشيات الإرهابية والعصابات المسلحة التي كانت تعمل لتنفيذ الأجندة التركية والقطرية ونجحت في استعادة مدينة حديبو عاصمة المحافظة"، مشيرا إلى ان المجلس انتصر "لتطلعات وآمال أبناء سقطرى التي عبروا عنها مرارا وتكرارا من خلال الاستجابة لمطالبهم بتغيير السلطة المحلية التي سخرت سلطتها نحو زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتن والنزاعات لتنفيذ مصالح ومطامع حزبية ضيقة".

وبدأ المجلس الانتقالي الجنوبي الجمعة عملية عسكرية للسيطرة على سقطرى وتمكن من استعادة السيطرة على المقرات الأمنية والمعسكرات وعدد من المقرات الحكومية الأخرى، من بينها إدارة المرور ومركز الشامل، واستحدث نقاط تفتيش في مداخل حديبو قبل السيطرة تماما على الجزيرة مساء السبت.

وتحدثت مصادر في المجلس الانتقالي عن عودة التوترات في سقطرى إلى ما اعتبرته أجندات سياسية لبعض المسؤولين الموالين لقطر، ومن بينهم محافظ سقطرى رمزي محروس الذي اتهمته بتصعيد الوضع بعد زيارة قام بها إلى تركيا التقى خلالها ضباطا أتراكا وقطريين وقيادات في تيار حزب الإصلاح الإخواني.

وتنصلت القيادات الإخوانية في السابق من اتفاقية للتهدئة تم التوقيع عليها بين ممثلي المجلس الانتقالي والسلطة المحلية في سقطرى بإشراف قائد قوة الواجب السعودية في الجزيرة، ونصت على وقف التصعيد العسكري وسحب القوات إلى مواقعها السابقة ومنع أي تحركات عسكرية دون موافقة قيادة التحالف في الجزيرة.
وأمس السبت، شهدت مدينة حديبو مسيرات حاشدة من السكان الذين استجابوا للدعوة التي وجهتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، ابتهاجا واحتفالا باستكمال تحرير المحافظة من المليشيات الإخوانية.

وجاب المشاركون في الفعالية الحاشدة الشارع الرئيسي في المدينة، قبل أن تستقر الحشود أمام مقر ديوان السلطة المحلية، رافعين اللافتات المُعبرة عن الفرح والابتهاج بتحرير المدينة من مليشيا الإخوان المدعومة من قطر وتركيا.

وقال المجلس الانتقالي إن رأفت علي إبراهيم الثقلي رئيس القيادة المحلية بالمحافظة "عقد اجتماعاً لقيادات الألوية والوحدات العسكرية الجنوبية، بمقر السلطة المحلية بمدينة حديبو، للبدء باجراءات تطبيق الإدارة الذاتية في المحافظة".

وأضاف ان الثقلي ناقش الاجتماع الخطط المقدمة من قادة الألوية لتأمين المحافظة واستعادة حالة الأمن والاستقرار الذي عرفته طوال تاريخها، بعد محاولات الفوضى التي سعت السلطة الإخوانية لإثارتها في الجزيرة".

وأقرّ الاجتماع تنفيذ عدد من الاجراءات العاجلة للبدء بتطبيق الخطة الأمنية، بالإضافة إلى جُملة من القرارات الهادفة لتطبيع الحياة في المحافظة وتسيير شؤون المواطنين.

يذكر أن مصادر محلية تحدثت عن تعرض الثقلي الأسبوع الفائت، لمحاولة اغتيال فاشلة.

ووجهت تركيا مؤخرا أنظارها نحو اليمن بعد ان تدخلت عسكريا في سوريا والصومال وليبيا في أحدث مساعي لها بالفوضى في المنطقة العربية وتهديد أمنها القومي بمساعدة الإخوان لتنفيذ المشروع التوسعي للرئيس رجب طيب أردوغان الهادف لوضع قدم له في البحر الأحمر.

ولتنفيذ ذلك المخطط كثفت أنقرة وحليفتها الدوحة من وتيرة تسليح حزب الإصلاح اليمني ودعمه بالأموال في الفترة الأخيرة، كما حرصت على إرسال عناصر من الاستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرته وتدريب المئات من عناصره في تركيا بينما خصصت منابرها الإعلامية لشن حملات تحريض وتأجيج امني ضد المجلس الانتقالي والحكومة الانتقالية نفسها.

وتحولت جزيرة سقطرى منذ إنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي في 2017 إلى مادة إعلامية يستخدمها إعلام الدوحة والإخوان للتحريض على التحالف واتهام دولة الإمارات بوجود أطماع لها في الجزيرة، قبل أن تتولى قوة سعودية من التحالف العربي في منتصف عام 2018 تأمين الجزيرة بعد مغادرة القوات الإماراتية العاملة فيها.