الانسحاب الأميركي لمصلحة طالبان القوية أم الجيش الأفغاني المرهق

قدرة القوات الأفغانية تتراجع الى أدنى مستوى منذ بدء تدريبها على يد الحلف الأطلسي قبل أربع سنوات في حين أصبحت طالبان تسيطر على نصف أراضي البلد.
القوات الأفغانية تتراجع ومحادثات السلام تتقدم
كل شهر 849 قتيلا من قوات الأمن الأفغانية على مدى أربع سنوات
مكتب المفتش الأميركي: مساعي إعادة تجنيد الهاربين تمثل مشكلة رئيسية

كابول – قالت هيئة رقابية أميركية الخميس إن قدرة قوات الدفاع الأفغانية المنهكة تضاءلت إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وذلك في وقت تتواصل فيه المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حول الانسحاب المحتمل للقوات الأجنبية.
وتتمحور المحادثات، المقرر استئنافها يوم 25 فبراير/شباط في قطر، حول ابرام هدنة محتملة وانسحاب آلاف الجنود التابعين لقوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة. وتبقى عقبات عدة قبل أن يصبح ذلك الأمر ممكنا، ومن شأن الانسحاب النهائي زيادة الضغوط على قوات الدفاع الأفغانية.
ورفضت طالبان على الدوام ان تكون طرفا في محادثات مع الحكومة الأفغانية، قبل انسحاب القوات الأحنبية التي يقدر عديدها بـ22 الف جندي معظمهم من الولايات المتحدة.
وأدلى مسؤولون أميركيون وقياديون في طالبان بتصريحات تفيد بوجود خطة للانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد 18 عاما على غزوها لاسقاط الحركة التي تتبنى فكر تنظيم القاعدة.
وقال التقرير الفصلي الأخير لمكتب المفتش العام الأميركي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان إن السيطرة على الأراضي والسكان في أفغانستان "زاد التنافس عليها إلى حد ما، وتواصل تراجع سيطرة الحكومة الأفغانية أو نفوذها".

أكثر من ثلث الأفغان يخضعون لحكم طالبان

وذكر التقرير أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو نفوذها قُدرت بنسبة 53.8 في المئة من مساحة البلاد بينما بلغت نسبة السكان الخاضعين لسيطرة الحكومة 63.5 في المئة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018. وتسيطر طالبان على بقية البلاد.
ولم تتمكن الجماعة الإسلامية المتشددة من الاستيلاء على أي مدينة رئيسية في أفغانستان لكنها كثفت ضغوطها في المناطق الريفية وأصبحت الآن أقوى من أي وقت مضى منذ أن أطاحت بها القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة في أواخر عام 2001.
واستشهد مكتب المفتش الأميركي بتقرير أصدرته القوات الأميركية وأفغانستان يشير إلى انخفاض عدد أفراد قوة الدفاع الوطني الأفغانية وقوات الأمن ليصل إلى 308 آلاف و693 جنديا أو ما يعادل 87.7 في المئة من حجمها الأساسي، وهو أدنى مستوى لها منذ إطلاق عملية حلف شمال الأطلسي لتدريب الأفغان وتقديم المشورة والمساعدة لهم في يناير/كانون الثاني 2015.
ولدى الولايات المتحدة حوالي 14 ألف جندي في أفغانستان كجزء من قوة الدعم الحازم بقيادة حلف شمال الأطلسي وجهود منفصلة لمكافحة الإرهاب موجهة بشكل كبير إلى جماعات مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
كما يشارك حوالي ثمانية آلاف جندي من 38 دولة أخرى في قوة الدعم الحازم.

14 الف جندي أميركي في افغانستان من أصل 22 ألف مشاركين في القوة الدولية
14 الف جندي أميركي في افغانستان من أصل 22 ألف مشاركين في القوة الدولية

ولم يفصّل تقرير الهيئة الأميركية الأسباب التي أدت إلى تناقص الأعداد، ولا تنشر الحكومة الأفغانية أيضا أعداد الضحايا. ومع ذلك، يقول محللون أمنيون إن مساعي إعادة تجنيد الهاربين والغياب غير المصرح به ما زالت تمثل مشكلات رئيسية.
وقال الرئيس أشرف غني في سويسرا الأسبوع الماضي إن 45 ألفا من أفراد قوات الأمن الأفغانية قتلوا منذ أن تولى منصبه في عام 2014، وهو رقم قال محللون إنه يساعد في تفسير مشكلة تدهور المعنويات.
وقال التقرير "هذا الرقم يشير إلى أن في حوالي 53 شهرا تقريبا، كان يُقتل حوالي 849 من أفراد الأمن الافغان شهريا في المتوسط".
ونشر مكتب المفتش الأميركي أيضا أرقاما تشير إلى أن تجنيد النساء واستمرارهن في قوات الدفاع والأمن الوطنيين يمثل تحديا كبيرا.
واستشهد المكتب بمعلومات كشفتها القوات الأميركية وأفغانستان وتقول إن القوات الأفغانية تضم 4735 امرأة يشكلن أقل من اثنين بالمئة من إجمالي عدد القوات الحالية.