البارزاني يجري مباحثات مكثفة في بغداد لاستعادة ثقة مفقودة

الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق يلتقي بعدد من المسؤولين وكبار الشخصيات العراقية ضمن مساعي إعادة ترميم العلاقات بين بغداد واربيل و"تصحيح مسار العلاقات" لحل الخلافات العالقة.

البارزاني يبحث في بغداد إصلاح ما أفسده استفتاء الانفصال
رئيس إقليم كردستان العراق يأمل في بحث المسائل الخلافية العالقة
تركمان العراق يحذرون من أي اتفاق يعيد البيشمركة لكركوك

بغداد -  يواصل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي وصل العاصمة العراقية في أول زيارة له منذ استفتاء الانفصال الذي فجر أزمة مع بغداد، عقد لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين والشخصيات السياسية الفاعلة ضمن جهود ترميم العلاقات بين الإقليم بشمال البلاد والحكومة المركزية.

وذكرت مصادر أن برزاني التقى اليوم الجمعة بكل من الرئيس العراقي برهم صالح وبزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. كما التقى برئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم.

وتأتي المباحثات المكثفة التي يجريها برزاني ضمن جهود إصلاح ما أفسده استفتاء الانفصال والذي كان هو أبرز الداعين له.

ووصف رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، زيارة مسعود البارزاني لبغداد بأنها "مهمة لاستكمال تشكيل الحكومة العراقية".

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع البارزاني عقب لقائهما ببغداد "فخر لنا بإجراء هذه اللقاءات وهي مهمة لدعم واستكمال تشكيل الحكومة العراقية".

وقال البارزاني "زيارتي لبغداد بهدف التعاون مع السيد عبدالمهدي ودعمه والتشاور مع القيادات السياسية في البلد، وأنا متفائل وأرى أن هناك وضعا جديدا ويعطينا القوة والأمل لنسير معا ونتعاون لإيجاد الحلول للمشاكل".

وتوجه البارزاني لاحقا إلى مدينة النجف أين التقى بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد سلسلة لقاءات مع زعماء سياسيين ومسؤولين حكوميين في بغداد، في خطوة قال إنها لـ"تصحيح المسار" بين الجانبين.

ويجري الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق زيارة لبغداد هي الأولى منذ 2017 وبعد توتر العلاقات بين الجانبين على نحو غير مسبوق، في أعقاب استفتاء الانفصال.

وعلى إثر الاستفتاء فرضت بغداد عقوبات على الإقليم من بينها حظر الرحلات الجوية الدولية وطرد قوات البيشمركة الكردية من المناطق المتنازع عليها بين الجانبين وعلى رأسها محافظة كركوك (شمال) الغنية بالنفط، قبل أن ترفعها تدريجيا على مدى الأشهر الماضية.

وتهدف زيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى إعادة الثقة بين بغداد والإقليم في مسعى لبدء مباحثات لحل المشاكل العالقة بين الطرفين منذ سنوات طويلة.

وتصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني نتائج الانتخابات البرلمانية في الإقليم التي جرت الشهر الماضي بحصوله على 45 مقعدا من أصل 111 وهو ما يؤهله لقيادة الحكومة المقبلة.

لكن الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق جاسم محمد جعفر البياتي حذّر اليوم الجمعة من إبرام البارزاني اتفاقات في بغداد تمهد لعودة البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها.

وقال في بيان "نرفض رفضا قاطعا أي تغير أمني وسياسي في وضع كركوك وطوز خوراماتو (في محافظة صلاح الدين شمال) ومناطق أخرى".

وأشار إلى أن "مكونات كركوك هم أصحاب القرار في إدارتها وإيجاد الحلول للمشاكل الموجودة بإشراف اتحادي وأممي".

وأضاف "نتابع زيارة البارزاني لبغداد بقلق بالغ لأنه في آخر حديث له بعد فشل الاستفتاء ودخول القوات الاتحادية إلى طوز وكركوك والمناطق الأخرى، قال إنه لن يزور بغداد إلا وبيده مفتاح عودة الأسايش (قوات الأمن في إقليم الشمال) والبيشمركة ووضع كركوك وطوز إلى ما كان قبل أحداث 16/10/2017 (سيطرة القوات الاتحادية عليها)".

وشدد على أنه "في حال تمت مثل هذه الاتفاقية ستكون على حساب التركمان وذلك لتهجيرهم والانتقام منهم على مواقفهم، كما يشجع عودة داعش والسيارات المفخخة إلى كركوك وطوز".