الباليه الصيني ينبض بالحب والحياة والألوان في قرطاج

فرقة 'قوانتشو' تمزج بين روح الباليه الغربية والمؤثرات الثقافية الصينية بأبعادها الروحانية والغرائبية، وتسافر الى أساطير الشرق الأقصى.

تونس - قدم الباليه الصيني السبت عرضه الأول في تونس ضمن فعاليات الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي. 
ويندرج هذا العرض في إطار التعاون مع السفارة الصينية بتونس بهدف التعريف بمدى انفتاح ثقافتهم على مختلف الحضارات وليعكس مدى التنوع الثقافي والثراء العرقي للصين. 
وفرقة "قوانتشو" للباليه الصيني تعد واحدة من أشهر الباليات في العالم وأكثرها نجاحا حيث جابت مختلف أنحاء العالم. 
الساعة العاشرة مساء، كان الموعد مع الباليه الصيني ليقدم 15 لوحة فنية زاخرة بالألوان والحياة تقوم على تقنيات الرقص التعبيري وترافقها في ذلك موسيقى هادئة وراقية لتجسد مشهدا مسرحيا معبرا. 

وعاد المشهد بذاكرة الجمهور التونسي إلى أساطير الشرق الأقصى الضاربة في القدم ولتروي إرثا إنسانيا وثقافيا لحضارة الصين. 
والباليه الصيني يعد عرضا فريدا من نوعه على المستويين العددي والنوعي وذلك نظرا لتميزه بدقة حركاته وثراء مشاعره وأناقة راقصيه إلى جانب حجمه الضخم. 
والعرض الذي دام ساعة ونصف الساعة مزج بين روح الباليه الغربية والمؤثرات الثقافية الصينية بأبعادها الروحانية والغرائبية. 
ويجمع العمل الفني بين الأسلوب التعبيري لفن الرقص الصيني القديم التقليدي مع المفهوم التجريدي للرقص العصري الغربي للباليه. 
وجمعة اللوحة الفنية مقومات الجمال انطلاقا من السينوغرافيا إلى آداء الراقصين والأزياء الكلاسيكية كما بعثت في نفوس الجمهور رسائل مليئة بالطمأنينة والأمل والحب والحياة. 
واتخذ الراقصون خلال العرض أزياء تشابه الأزياء الصينية القديمة. 

كما جمعت حركات رقصهم بين حركات الرقص القومي الصيني وحركات الباليه. 
وحضر العرض وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين وسفير دولة الصين لدى تونس وانغ وان بين إلى جانب عدد من الدبلوماسيين.   
وضم مهرجان قرطاج الدولي أعرق المهرجانات الفنية التونسية مجموعة من نجوم الغناء العرب والأجانب إضافة لعروض موسيقية ومسرحية متنوعة.
قال مختار الرصاع مدير مهرجان قرطاج في مؤتمر صحفي "اختارت إدارة المهرجان عروضا فنية غنائية وموسيقية ومسرحية وسينمائية متنوعة وحاولت أن تحافظ على مستوى جيد يلبي كل الأذواق في ظل الميزانية المالية المرصودة للمهرجان".
وأضاف "الفنانون المشاركون في الدورة الجديدة من المهرجان يتمتعون بجماهيرية كبيرة في تونس أمثال كاظم الساهر وماجدة الرومي وأمينة فاخت".

وافتتحت الدورة الجديدة بحفل موسيقي بعنوان "من قرطاج إلى اشبيلية" للموسيقي التونسي محمد الأسود من إنتاج مهرجان قرطاج وقدم نماذج من موسيقى المالوف التونسي والجزائري والمغربي والأندلسي.
وشارك في العرض الفنانين زياد غرسة ودرصاف الحمداني من تونس وعبير العابد من المغرب وعباس الريغي من الجزائر وماري مارينا من إسبانيا.
وعادت نجمة الطرب التونسية أمينة فاخت للصعود على مسرح قرطاج بعد غياب طويل بإحياء حفلين غنائيين.
ومن العروض الأجنبية استضاف المهرجان المغني والملحن وكاتب الأغاني الفرنسي ويلي وليام وكينغي جيراك نجم برنامج "ذا فويس" النسخة الفرنسية وقدم لجمهوره العرض الموسيقي "جوسبال 100 صوت" المكون من 100 فنان وعازف من 25 جنسية.
وشمل برنامج المهرجان عرض "الحضرة 3" للموسيقى الصوفية للمخرج التونسي الفاضل الجزيري وعرضا موسيقيا تونسيا بعنوان "ميراث" وعرضا للباليه الصيني وعرضا للأطفال بعنوان "بينيكيو" لجان غيشو من فرنسا.