البحرية الأميركية تضبط شحنة صواريخ في طريقها للحوثيين

القيادة المركزية الأميركية تكشف أن الأسلحة المضبوطة تشمل مكونات لصواريخ باليستية وصواريخ كروز إيرانية الصنع المضادة للسفن.

صنعاء - ضبطت القوات البحرية الأميركية خلال الأيام الأخيرة في المياه الدولية لبحر العرب شحنة من الأسلحة الإيرانية تضم مكونات صواريخ باليستية كانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن، فيما تتزامن هذه العملية مع شنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على مواقع المتمردين ردا على تهديداتهم المتكررة للملاحة في البحر الأحمر.

وقالت القيادة المركزية الأميركية 'سنتكوم' في بيان نشرته اليوم الثلاثاء على منصة 'إكس' "في 11 يناير/كانون الثاني 2024 وأثناء إجراء عمليات تحقق قامت قوات البحرية التابعة للقيادة الأميركية بمصادرة مركب شراعي ليلا، كان يقوم بنقل غير قانوني لمساعدات فتاكة مقدمة من إيران لإعادة إمداد قوات الحوثيين في اليمن".

وأفادت بأنها "أول عملية مصادرة لأسلحة متطورة من مصادر إيرانية للحوثيين منذ بدء الهجمات الحوثية على سفن تجارية في نوفمبر/تشرين 2023" مشيرة إلى أن الشحنة تتضمن "مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز".

وقالت إن التحليل الأولي للعملية يشير إلى أن "الحوثيين استخدموا سابقا الأسلحة نفسها لتهديد ومهاجمة البحارة الأبرياء على متن السفن التجارية الدولية التي تعبر البحر الأحمر".
وكشفت أن "عملية صعود معقدة على متن مركب شراعي نفذتها قوات البحرية الأميركية العاملة على متن سفينة 'إي أس بي 3" مدعومة بمروحيات ومسيرات قرب ساحل الصومال في المياه الدولية لبحر العرب" ونشرت القيادة الأميركية صورة للمركب الشراعي وجزءا من الأسلحة المضبوطة.

وأعلنت 'سنتكوم' في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء أن قواتها دمرت 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن، تابعة لجماعة الحوثي اليمنية، كانت معدة للإطلاق.

وقالت في بيان عبر منصة "إكس" "في وقت سابق من اليوم حوالي الساعة 4:15 صباحا بتوقيت صنعاء قصفت القوات الأميركية ودمرت أربعة صواريخ باليستية حوثية مضادة للسفن" وأضافت أن الصواريخ "كانت معدة للإطلاق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأفادت بأنه" في حوالي الساعة 13:45 مساء بتوقيت صنعاء أطلق مسلحو الحوثي المدعومين من إيران صاروخا باليستيا مضادا للسفن من مناطق سيطرتهم في اليمن، على الممرات الملاحية الدولية في جنوب البحر الأحمر".
وتابعت أن" السفينة زغرافيا، وهي ناقلة بضائع تحمل العلم المالطي، أفادت بأنها تعرضت للقصف، ولكنها صالحة للإبحار، وكانت تواصل عبورها في البحر الأحمر، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات".
وتموّل إيران الحوثيين في اليمن بالسلاح وتوفر لهم التدريب لتنفيذ هجماتهم على المصالح الأميركية والإسرائيلية، بينما تزعم أن دعمها للمتمردين يقتصر على الجانب السياسي.

وأعلنت قوات البحرية الأميركية والغربية في مناسبات سابقة عن حجز شحنات تشتمل على الآلاف من الأسلحة وأطنان من الذخيرة والمواد الكيميائية والصمامات وأجزاء من الصواريخ إيرانية الصنع كانت متّجهة إلى اليمن لإمداد الحوثيين بها.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الاثنين إنه "لا يحق للولايات المتحدة الدعوة إلى ضبط النفس بينما تدعم الحرب الإسرائيلية في غزة"، داعيا إلى حل دبلوماسي للقتال الدائر في القطاع.

وأكد عبداللهيان أن جماعة الحوثي المسلحة والمتحالفة مع إيران ستواصل هجماتها في البحر الأحمر "ما دامت عمليات الإبادة الجماعية مستمرة في حرب غزة"، مضيفا "أبلغنا زعماء الحوثيون أنه طالما استمرت عمليات الإبادة الجماعية في غزة فإنهم سيتخذون إجراءات لعرقلة حركة السفن الإسرائيلية المتجهة إلى تل أبيب"، موضحا أن الجماعة أكدت لطهران أنها لن تتسبب في وقع أي اضطراب في الأمن البحري.

ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير/كانون الثاني الجاري سفينة أميريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وأعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي أنه "ردا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأميركية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

وطالب مجلس الأمن الدولي الحوثيين بإنهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر على الفور وأيد ضمنيا قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة بهدف الدفاع عن السفن وحذر من تصاعد التوتر في المنطقة.

واستبعد مراقبون أن تحقق الضربات الأميركية هدفها المتمثل في ردع الحوثيين، متوقعين أن يصعّد المتمردون من هجماتهم بهدف استعراض قوتهم، وسط تحذيرات من اتساع الصراع في المنطقة.