البحرين تطالب قطر بعدم عرقلة جهود إجلاء رعاياها من إيران

السلطات البحرينية تؤمن رحلة إجلاء اليوم الأحد للمواطنين البحرينيين العالقين في قطر بما يحفظ صحتهم وسلامتهم.

المنامة - دعت البحرين قطر إلى عدم التدخل في إجلاء مواطنيها العالقين في إيران وعرقلة جهودها في ضمان سلامتهم وصحتهم، قاطعة الطريق أمام الدوحة وطهران من محاولة استغلال الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم بسبب انتشار فيروس كورونا والذي أجبرت على إثره الدول على قطع جميع الرحلات الجوية بما فيها بلدان الخليج.

وقال مركز الاتصال الوطني البحريني إنه تم ترتيب رحلة إجلاء، اليوم الأحد، للمواطنين البحرينيين العالقين في الدوحة بما يحفظ صحتهم وسلامتهم.وأفادت وكالة أنباء البحرين الرسمية عن المركز أن "مملكة البحرين ومنذ انتشار فيروس كورونا بمختلف دول العالم بدأت بإجلاء مواطنيها الراغبين بالعودة، وبالأخص المواطنين البحرينيين المتواجدين في إيران، وذلك من خلال رحلات جوية مباشرة إلى مملكة البحرين تتوافق مع الاجراءات الاحترازية الطبية".
وأضاف مركز الاتصال الوطني بأن "على السلطات القطرية التوقف عن التدخل بما يؤثر على هذه الترتيبات من خلال رحلات جوية تجارية تعرض كافة المسافرين على تلك الرحلات لكل المخاطر الصحية الماثلة بسبب تفشي فيروس كورونا، وكذلك طواقم تلك الطائرات والمسافرين وموظفي المطارات التي تعبر من خلالها تلك الرحلات التي تفتقر للقواعد الصحية اللازمة كما توصي بها منظمة الصحة العالمية".

وأكد مركز الاتصال البحريني بأنه يتوجب على السلطات القطرية اتباع القواعد والإجراءات الاحترازية اللازمة لحفظ صحة وسلامة المسافرين وطواقم الطائرات وموظفي مختلف المطارات بما يتوافق مع أنظمة اتحاد النقل الجوي الدولي .
والبحرين حظرت مجالها الجوي أمام الخطوط القطرية إلى جانب السعودية والإمارات ومصر منذ 2017 بسبب تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية للدول ودعم للمجموعات الإرهابية ونشاطاتها المشبوهة مع الجماعات الإسلامية المتشددة بالإضافة لاندفاعها نحو دعم المحور التركي والإيراني.

وفرضت الدول الأربعة منذ مقاطعتها قطر عقوبات اقتصادية شملت إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران القطري والحدود البحرية والجوية.

وإيران التي أصبحت بؤرة لتفشي فيروس كورونا في الشرق الأوسط وصدرته إلى بلدان الخليج بسبب تقاعسها في حصره واتخاذ تدابير وقائية لمنع انتشاره، كانت قد تكتمت عن وجود الوباء فيها منذ البداية، ما ساهم في نقل الأشخاص الذين زاروها وعادوا إلى بلدانهم في نقل الفيروس دون علمهم.

وظهر الفيروس التاجي في مدينة قم ثم مشهد وطهران ثم انتشر إلى جميع المدن الإيرانية ليصل عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد حتى ظهر السبت 35 ألفا و 408، وبلغ عدد المتوفين 2517 شخصا، والمتعافين 11 ألفا و679 شخصا وهي حصيلة تضع إيران في ثالث مرتبة عالمية من حيث خطورة الوضع.

وأعلنت دول الخليج العربية الست أكثر من ثلاثة آلاف حالة إصابة في المجمل وأغلبها لها علاقة بالسفر إلى إيران.

وأمس السبت، ادعت طهران أن المنامة ترفض استقبال مواطنيها العالقين في إيران.

وقال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، إن المئات من رعايا البحرين عالقون في مدينة مشهد الإيرانية ينتظرون العودة إلى بلادهم، ونحو ثمانين آخرين عالقون في سلطنة عمان، بينما سلطات البحرين غير مستعدة لاستقبال مواطنيها.

ونشر عبد اللهيان، تغريدة على تويتر قال فيها إن "المئات من رعايا البحرين في مشهد المقدسة ينتظرون العودة (إلى بلادهم) ونحو ثمانين آخرين عالقون حاليا في سلطنة عمان. سلطات البحرين غير مستعدة لاستقبال مواطنيها".

يذكر أن وزارة الصحة في البحرين كانت قد أكدت في وقت سابق أن المنامة تمضي قدما في خطتها للإجلاء وأرسلت ثلاث رحلات مستأجرة إلى إيران حتى الآن.

وفي موقف منسجم مع طهران هرولت الدوحة السبت لإعلان استقبالها مواطنين بحرينيين من إيران، مدعية أن المنامة رفضت نقلهم عبر طائرة خاصة في ظل غلق أجواء البحرين بوجه قطر.
وقال مكتب الاتصال الحكومي القطري في بيان "31 مواطنا بحرينيا وصلوا مطار حمد الدولي الجمعة، على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من إيران".
وأضاف "مسؤولون قطريون تواصلوا مع نظرائهم في البحرين للاستفسار عن الطريقة المثلى لعودة البحرينيين إلى وطنهم، خاصة أن المنامة لا تسمح بعبور الطائرات التجارية القطرية".

لكن قطر نفسها تعاني من عدم القدرة على حصر انتشار الفيروس حيث أعلنت السبت عن أول حالة وفاة لمقيم قالت أنه يعاني من "أمراض مزمنة".

كما سجلت 28 إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع عدد الإصابات إلى 590 حالة مؤكدة حتى الآن، حسب موقع "وورلد ميترز" للإحصائيات.

ونقلت صحيفة "الأيام البحرينية" عن الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية، قوله إن "تدخل قطر في نقل البحرينيين العالقين استهدف الإساءة لبلاده".

وأوضح أن "البحرين رتبت خطة إجلاء مواطنيها العالقين في إيران بترتيب رحلات خاصة مباشرة من مطار مشهد إلى مطار البحرين على دفعات تلتزم بكل معايير السلامة والاحتراز الصحي المطلوب، وليس في رحلات تجارية تعرض المسافرين الآخرين في الطائرات والمطارات لخطر الوباء".

وأضاف أن "ما قامت به قطر من نقل المسافرين العالقين ضمن رحلات تجارية من إيران إلى الدوحة ثم إلى مسقط وإعادتهم إلى الدوحة يفتقر لأدنى معايير سلامة أطقم الطائرات والمسافرين بما يعرضهم للخطر الشديد، ودون أي ترتيب مسبق مع السلطات المختصة في البحرين رغم معرفتهم بخطة الإجلاء البحرينية".

وأكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن "توجيهات الملك للحكومة واضحة بالعمل بكل سرعة وحسب خطة مبرمجة تضمن معايير السلامة الصحية لإعادة كل بحريني عالق في الخارج إلى وطنه وتوفير العلاج له وإعادته إلى أهله سالما آمنا".