البرازيل على وشك انتاج اسلحة نووية

ساو باولو - من يانا مارول
المفاعل النووي البرازيلي ثمرة ثلاثين عاما من الابحاث

تستعد البرازيل بعد ثلاثين عاما من الابحاث، لدخول النادي المغلق للدول المسيطرة على انتاج الطاقة النووية، ومنها تخصيب اليورانيوم، الذي يعتبر المرحلة الاكثر تعقيدا في عملية انتاج الطاقة الذرية.
وقد زود اول مصنع برازيلي لتخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي بالتجهيزات الاولية ويفترض ان يبدأ بالانتاج في نهاية هذا العام حسب ما اعلن مدير المركز التكنولوجي للبحرية الاميرال الان بايس ليمي ارثو.
ويعتبر انتاج اليورانيوم المخصب، الذي عملت عليه البحرية خلال عشرة اعوام للوصول الى مستوى الانتاج الصناعي، المرحلة الاكثر تعقيدا في عملية تصنيع الطاقة النووية.
ويعتبر النظام الذي طورته البرازيل الاكثر تنافسية اذ لا يسيطر عليه تجاريا سوى العملاق الاوروبي اورانكو، الى جانب انتاج ضئيل في الصين وروسيا بحسب المصدر نفسه.
وقال "فرنسا والولايات المتحدة اللتان تتنافسان ايضا في السوق الدولية لليورانيوم تنتجان هذه الطاقة عبر ما يسمى بنظام الدفع الغازي الذي ينفق حجما اكبر من الطاقة بمعدل 25 مرة وتتراجع قابليته على الاستمرار اقتصاديا".
وطورت البحرية هذه التقنية بالتعاون مع معهد ابحاث الطاقة النووية في جامعة ساو باولو.
والهدف بناء اول غواصة دفع نووي. وفي الوقت الحالي لا تستطيع غير خمس دول في العالم انتاج هذه النوعية من الغواصات، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا.
وقال الاميرال "ما يريده سلاح البحرية هو بناء غواصة نووية، ولتحقيق هذا المشروع نحتاج للسيطرة على دورة انتاج الوقود لانه يستحيل ان نستورده او ان نتزود بالتكنولوجيا الضرورية".
وقد استثمرت البرازيل في المشروع مليار دولار خلال عشرين عاما وستحتاج ايضا الى 500 مليون دولار للحصول على نموذج اولي في غضون خمسة الى تسعة اعوام.
ويقول الاميرال ارثو ان السوق الدولية للمفاعلات والطاقة النووية تشكل 100 مليار دولار سنويا.
وسيخصص اليورانيوم المخصب بمعدل 5 في المئة للمحطات النووية في حين ان اليورانيوم المخصص للغواصة والمفاعل سيخصب بمعدل 20 في المئة. ولانتاج السلاح النووي، يجب تخصيب اليورانيوم بمعدل اكثر من 90 في المئة.
واضاف الاميرال "البرازيل من دون شك هي البلد الذي يسيطر على كامل دورة انتاج الطاقة الذرية، والذي اختار عدم التزود بالسلاح النووي" مذكرا ان البرازيل وقعت معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.
وسيعمل مصنع ريزيندي (في ولاية ريو دي جانيرو) الذي سيصنع اليورانيوم المخصب بالتعاون مع فرق من البحرية بكامل طاقاته عام 2007 وباستثمار يبلغ 13 مليون دولار ويغطي 50 في المئة من حاجات المحطات النووية البرازيلية، حسب ما اعلن روبرتو دا فرانكا رئيس الصناعات النووية البرازيلية.
وعام 1968، وقعت البرازيل مع شركة "وستينغهاوس" الاميركية عقدا لاقامة محطة "انغرا-1" النووية الاولى في ولاية ريو ولكن اثر الازمة النفطية، "قررت الولايات المتحدة تعليق تزويد البرازيل بالوقود" حسب ما شرح بينغللي روزا مدير برامج ابحاث الدكتوراه في جامعة ريو.
وعام 1975، اطلقت الحكومة مشروع "انغرا 2" الذي بدأ العمل به عام 2000 ومشروع "انغرا 3" بالتعاون مع فرع لشركة "سيمنس" الالمانية، غير ان النظام المستخدم في تخصيب اليورانيوم لم يكن قابلا للاستمرار لانه كان يستهلك قدرا كبيرا من الطاقة، بحسب روبرتو دا فرانكا.
واعيد تفعيل مشروع "انغرا 3" بعد ازمة الطاقة عام 2001 في البرازيل وهو الان في مرحلة دراسة التكلفة. وتم استثمار حوالي 750 مليون دولار في التجهيزات. وتكلف اعمال الصيانة وحدها 20 مليون دولار في العام.
وقد دفعت البرازيل غاليا كلفة استيراد الطاقة النووية في حين انها لا تمثل سوى 3 في المئة من اجمالي الطاقة المستهلكة في البلاد.