البرلمان الإيراني يضاعف الضغوط على روحاني

رد الرئيس الإيراني على أسئلة اللمشرعين بشأن تعامل حكومته مع المصاعب الاقتصادية بعد فرض العقوبات الاميركية لا تقنع بعض نواب البرلمان وتحيل الامر لهيئة القضائية.

طهران – زاد الضغط على الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء بعد أن استدعاه نواب البرلمان للرد على تساؤلات بشأن النمو الاقتصادي الضعيف وارتفاع الأسعار إلا أن البرلمان لم يقتنع برده وأحال الأمر للهيئة القضائية.

وقال روحاني، دفاعا عن أداء حكومته، إن المشاكل الاقتصادية بدأت فقط عندما أعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران إلا أن وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء ذكرت أنه وفقا لنتائج التصويت بنهاية الجلسة لم يكن مثل هذا الرد مرضيا لكثير من النواب.

وحضر الرئيس الإيراني جلسة للبرلمان الثلاثاء للإجابة عن أسئلة المشرعين بشأن تعامل حكومته مع المصاعب الاقتصادية التي تواجهها البلاد بعد جولة جديدة من العقوبات الأميركية على طهران.

وهذه هي المرة الأولى التي يستدعي فيها البرلمان روحاني، الذي يتعرض لضغوط من منافسيه المحافظين لتغيير حكومته بعد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتنامي المصاعب الاقتصادية.

وستجوب المشرعون روحاني بشأن قضايا تشمل الريال الذي خسر أكثر من نصف قيمته منذ أبريل نيسان الماضي وضعف النمو الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة.

ويأتي ظهور روحاني أمام البرلمان بعد أيام من الإطاحة بمسعود كرباسيان من منصب وزير الاقتصاد، ليصبح العضو الرابع في الفريق الاقتصادي لروحاني الذي تتم الإطاحة به في الأسابيع الأخيرة.

وأدى قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران وإعادة فرض العقوبات عليها، إلى زيادة الضغط الاقتصادي على إيران.

ويتمتع البرلمان بالسلطة لعزل روحاني نفسه، رغم أنه محمي بواقع أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قال أن الرئيس يجب أن يكمل ولايته حتى 2021 رغم انتقاداته القاسية لسياساته.

روحاني ولاريجاني
دعم لاريجاني مهم لروحاني

رغم الضغوط الكبيرة التي يواجها الرئيس الإيراني داخليا بعد إعادة فرض العقوبات والوضعية الصعبة للاقتصاد، إلا أن روحاني لا يزال يتمتع بدعم من المحافظين المعتدلين وبينهم رئيس البرلمان القوي علي لاريجاني. فيما هناك العديد من أطراف المؤسسة المتشددة مما عارضوا يعارضوا مفاوضاته مع الغرب يشعرون اليوم بالسرور للمتاعب التي يتعرض لها الاتفاق النووي.

قاد هؤلاء الهجوم ضد حكومة روحاني ويسعون الاثنين إلى الحصول على ما يكفي من الأصوات لبدء إجراءات عزل وزيري الصناعة والنقل.

قال روحاني الثلاثاء إن إيران ستتغلب على العقوبات الأميركية التي فرضت حديثا على طهران والتي لن تسهم سوى في توحيد الأمة.

وفي خطبة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة قال روحاني إن حكومته ستتغلب على التحديات الاقتصادية وستظهر "للمسؤولين في البيت الأبيض المعادين لإيران" بأن العقوبات ستفشل.

وقال روحاني بينما كان يجيب أسئلة مشرعين بشأن إدارته للاقتصاد في ظل ارتفاع الأسعار ومعدل البطالة "المشاكل الاقتصادية حرجة لكن الأهم من ذلك هو أن كثيرين فقدوا الثقة في مستقبل الجمهورية الإسلامية ويشككون في قوتها".

المحافظون المتشددون في البرلمان الإيراني
المتشددون يضيقون على روحاني

وأضاف "لا نخشى أميركا ولا المشاكل الاقتصادية... سنتغلب على كل الصعاب".

ولا يزال روحاني الذي أعيد انتخابه العام الماضي لولاية ثانية من أربعة أعوام، يحظى بدعم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي قال هذا الشهر إن إقالة روحاني ستكون بمثابة "ممارسة للعبة العدو".

وإذا كان تدهور سعر الريال الإيراني يعزى إلى الموقف العدائي الأميركي، فان احد أسبابه أيضا قرار اتخذه البنك المركزي في نيسان/ابريل بفرض سعر صرف ثابت مقابل الدولار، الأمر الذي أدى إلى تنامي السوق السوداء. وقد عاد المصرف عن قراره هذا الشهر.

وتشير الجهات الاقتصادية الفاعلة في إيران إلى مشاكل أخرى متجذّرة مثل الديون المصرفية والدور المبهم الذي تلعبه منظمات مقربة من الجيش في الاقتصاد.

وحاول روحاني حلّ هذه المشاكل لكن غالبية الإيرانيين لا يزالوا غير راضين.