البرلمان الاوروبي يزيد من الضغوط على تركيا

البرلمان الأوروبي يوافق على قرار غير ملزم يدعم طلب قبرص بحث قادة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات صارمة بحق تركيا ردا على أفعالها غير القانونية عقب زيارة أردوغان للشمال الانفصالي.
من المرجح أن يعزز موقف البرلمان الاوروبي جهود فرنسا لفرض عقوبات اوروبية على تركيا
تركيا امام خيارين لا ثالث لهما اما التعاون مع الاتحاد الاوروبي او مواصلة المواجهة
انقرة تصر على مواقفها بخصوص ملف شمال قبرص الانفصالي

بروكسل - حث البرلمان الأوروبي الخميس الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على تركيا بعد أن قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الشهر بزيارة إلى شمال قبرص الانفصالي الذي يهيمن عليه القبارصة الأتراك.
ووافق البرلمان الأوروبي، بتأييد 631 صوتا مقابل معارضة ثلاثة وامتناع 59 عن التصويت، على قرار غير ملزم يدعم طلب قبرص العضو في الاتحاد، الذي يحث قادة التكتل على "اتخاذ إجراء وفرض عقوبات صارمة ردا على أفعال تركيا غير القانونية".
ومن المرجح أن يعزز هذا القرار الدعم لمساعي فرنسا لفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على تركيا الشهر المقبل، تنفيذا لتهديد من التكتل في أكتوبر/تشرين الأول بسبب نزاع أنقرة مع اليونان وقبرص، العضوين في الاتحاد، على موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط.
ووصف قرار البرلمان أنشطة التنقيب التي تقوم بها تركيا عن الغاز في شرق البحر المتوسط بأنها "غير قانونية". وترفض أنقرة ذلك.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان في جلسة للبرلمان هذا الأسبوع "تركيا تعلم ما ينبغي أن تفعله... المواجهة أو التعاون، الأمر يرجع لهم".
وهذا التحذير هو الاقوى من الجانب الأوروبي تجاه تركيا التي تصر على مواقفها وتدخلها في عدد من الساحات خدمة لاجنداتها واطماعها.
كما ياتي هذا الموقف رغم تخفيف تركيا من لغتها تجاه الاتحاد الاوروبي حيث اعتبر اردوغان ان بلاده لا ترى نفسها سوى في اوروبا.
وامام التلويح بالعقوبات عوض العمل على نزع فتيل التوتر عادت تركيا لمنطق التهديد والوعيد حيث اعلن حامي آقصوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، رفضهم القاطع للتوصية غير الملزمة التي أقرتها الجمعية العامة بالبرلمان الأوروبي.
وقال المتحدث في بيان "نرفض رفضا قاطعا التوصية غير الملزمة التي اعتمدتها الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي بشأن بلادنا وجمهورية شمال قبرص التركية". مشددا على دعم بلاده الكامل للبيان الذي أصدرته رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية بخصوص هذه المسألة.

تركيا تعود لخطابها المتشدد بعد فترة من محاولة اردوغان التهدئة مع اوروبا
تركيا تعود لخطابها المتشدد بعد فترة من محاولة اردوغان التهدئة مع اوروبا

وتابع قائلا إن "هذا القرار الذي تمليه بلا شك إدارة جنوب قبرص ، أظهر مرة أخرى مدى تحيّز، وابتعاد البرلمان الأوروبي هم الحقائق بخصوص القضية القبرصية".
وأضاف آقصوي قائلا "وإذا حافظوا على هذا النهج وتلك العقلية، فلن يكون من الممكن لهيئات الاتحاد الأوروبي أن تقدم مساهمة بناءة في تسوية القضية".
وتابع مشددًا على أن "رهن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بالقضية القبرصية، لا يخدم لا المصالح الشاملة للاتحاد، ولا مساعي حل تلك القضية، ولا يخدم كذلك تحسين علاقات الجوار ".
وأوضح آقصوي أنهم دعوا الاتحاد الأوروبي وبرلمانه، لمواجهة حقائق جزيرة قبرص، ومراعاة وجود الشعب القبرصي التركي، والوفاء بالتزامات الاتحاد التي قطعها على نفسه في أبريل/نيسان 2004 تجاه القبارصة الأتراك.
كما شدد على أن تركيا ستواصل الحفاظ على حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك بحزم دون الانصياع لأية تهديد أو ابتزاز، مضيفا في الوقت نفسه "كما ستواصل أنقرة أيضًا جهود الحوار والتفاوض".
ويبدو ان تركيا ستقطف ثمار تعنتها سواء في الازمة القبرصية او غيرها من الملفات خاصة وان انقرة تمر بازمة اقتصادية غير مسبوقة لن تقدر خلالها على تحمل اية عقوبات اوروبية.