البرلمان التركي يصادق على انضمام فنلندا لحلف الناتو

الخارجية الأميركية ترحب بموافقة تركيا على انضمام فنلندا وتحثها على سرعة التصديق على انضمام السويد أيضا.
الأمين العام لحلف شمال الاطلسي يأمل في رفع علم فنلندا في الأيام المقبلة أمام مقر الناتو

أنقرة - صادق البرلمان التركي الخميس على مشروع قانون يسمح لفنلندا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مُفسحا الطريق أمام هلسنكي للانضمام إلى التحالف الدفاعي الغربي في الوقت الذي تحتدم فيه الحرب في أوكرانيا.
والبرلمان التركي هو آخر من يصادق على عضوية فنلندا من بين 30 دولة عضو في التحالف بعدما وافق المجلس التشريعي المجري على مشروع قانون مماثل في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الشهر إن فنلندا ضمنت موافقة بلاده بعد اتخاذها خطوات ملموسة للوفاء بوعودها باتخاذ إجراءات ضد الجماعات التي تعتبرها أنقرة إرهابية، والسماح بالصادرات الدفاعية.
وطلبت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن تركيا والمجر عرقلتا العملية. ويتعين أن تصادق برلمانات جميع أعضاء الحلف على المنضمين الجدد.
وقالت الحكومة الفنلندية في بيان عقب تصويت البرلمان التركي "عضوية حلف شمال الأطلسي ستعزز أمن فنلندا وتحسن الاستقرار والأمن في منطقة بحر البلطيق وشمال أوروبا".
ولا تزال تركيا تعيق الموافقة على طلب العضوية المقدم من السويد جارة فنلندا. وتقول أنقرة إن ستوكهولم لم تقطع شوطا كافيا في اتخاذ إجراءات ضد من تعتبرهم تركيا إرهابيين. ووقعت الدول الثلاث اتفاقية حول هذه القضية العام الماضي.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي بالإجماع على مشروع القانون الخاص بعضوية فنلندا الأسبوع الماضي. وجرت العملية التشريعية التركية بينما تستعد البلاد للانتخابات البرلمانية والرئاسية في 14 مايو/أيار.
وستمثل عضوية فنلندا أول توسيع للحلف منذ انضمام مقدونيا الشمالية إليه في عام 2020.
وقالت تركيا مرارا إن على السويد اتخاذ خطوات إضافية بحق أنصار المسلحين الأكراد وأعضاء الشبكة التي تحملها أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب في عام 2016. وتعامل تركيا الجماعتين على أنهما منظمتان إرهابيتان.
ولم تحرز المحادثات بين السويد وتركيا تقدما يذكر، خاصة بعد نشوب عدة خلافات تتعلق بشكل رئيسي باحتجاجات نظمتها جماعات موالية للأكراد في ستوكهولم.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ترحب بتصديق تركيا على انضمام فنلندا وحثتها على سرعة التصديق على انضمام السويد أيضا.
وقال متحدث باسم الوزارة "السويد وفنلندا شريكتان قويتان وقديرتان تعتنقان قيم حلف شمال الأطلسي وسوف تعززان التحالف وتسهمان في الأمن الأوروبي".
وقالت سانا مارين رئيسة وزراء فنلندا عقب التصويت "تقف فنلندا مع السويد الآن وفي المستقبل وتؤيد طلبها".

وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أن علم فنلندا قد يرفع أمام مقر الحلف في الأيام المقبلة بعدما صادقت تركيا على انضمامها وعبر عن أمله في التمكن من استقبال السويد "في أقرب وقت ممكن".
وكتب ستولتنبرغ في تغريدة "أتطلع إلى رفع علم فنلندا في مقر الحلف الأطلسي خلال الأيام المقبلة"، وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف في الرابع والخامس من نيسان/أبريل في بروكسل.
وأضاف "آمل في ان استقبل في أقرب وقت ممكن السويد بصفتها عضوا كامل العضوية في حلف شمال الأطلسي".
وقال أن "فنلندا ستنضم رسميا الى حلفنا في الأيام المقبلة. انضمامها سيجعل فنلندا أكثر أمانا والحلف الأطلسي أقوى" موضحا ان "فنلندا لديها قوات كفوءة جدا وتملك قدرات متقدمة ومؤسسات ديمقراطية قوية. بالتالي فانها ستقدم الكثير لحلفنا".
وقال ستولتنبرغ في وقت سابق إنه حث تركيا والمجر على التصديق على كلا الطلبين. ولم تحدد المجر بعد موعدا للتصويت على طلب السويد.
ماذا بعد؟

قبول انضمام فنلندا سيعيد النظر في قبول تركيا لانضمام السويد
قبول انضمام فنلندا سيعيد النظر في قبول تركيا لانضمام السويد

وتأمل الولايات المتحدة والدول الأخرى بالحلف أن تصبح الدولتان من أعضائه في قمته المقررة في 11 يوليو/تموز في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.
ومن المقرر أن يوافق أردوغان على تصديق البرلمان التركي على انضمام هلسنكي إلى الحلف، ثم يُنشر في الجريدة الرسمية.
وأكملت فنلندا بالفعل عملية التصديق القانوني من جانبها، قبل أن يحل موعد إجراء انتخاباتها البرلمانية يوم الأحد.
وبعد إكمال عملية التصديق، سيكون على كل من تركيا والمجر إرسال وثائق الموافقة إلى حكومة الولايات المتحدة، وهي الدولة التي تقوم بدور جهة الإيداع للحلف بموجب معاهدته التأسيسية.
وسيدعو ستولتنبرغ بعد ذلك هلسنكي رسميا للانضمام إلى الحلف.
وقالت الحكومة الفنلندية إن الخطوة الأخيرة ستكون تقديمها "صك الانضمام"، وهي وثيقة موقعة من وزير خارجيتها، للحكومة الأميركية.
وعندما تصل الوثيقة إلى وزارة الخارجية الأميركية، ستصبح فنلندا رسميا عضوا في الحلف.