البرهان يبدد آمال السلام متعهدا بالاستمرار في الحرب

قائد الجيش السوداني يعلن تمسكه بمواصلة الحرب، منتقدا الدول الأفريقية التي استقبلت حميدتي، ما يؤشر على مزيد تعميق عزلته الدولية.
حميدتي يحظى بحفاوة كبيرة في جولته الافريقية
البرهان يتعهد بمواصلة الحرب ويرفض المصالحة مع الدعم السريع

الخرطوم - رفض قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان اتفاقا تم توقيعه بين قوات الدعم السريع وجماعات سياسية، متعهدا بمواصلة الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وذلك في خطاب ألقاه أمام قواته اليوم الجمعة، ما يُقيم الدليل مجدّدا على عدم استعداده لإنهاء الصراع من خلال عرقلته لكافة الجهود التي بذلت من أجل تحقيق السلام، فيما يأتي هذا الموقف بينما حظي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحفاوة كبيرة واستقبالات رسمية خلال جولته الخارجية الأولى والتي شملت عدة عواصم افريقية.

وسلطت حفاوة الاستقبال التي حظي بها حميدتي في الدول الافريقية التي زارها، الضوء على القدر الكبير من الاحترام والثقة التي بات يتمتع بها بينما يمد يده للسلام ويدفع لانهاء الحرب ويفتح الباب للتواصل مع جميع القوى السودانية ومع الجوار الإقليمي من أجل دولة مدنية تسع جميع المكونات وتعيد الجيش إلى ثكناته ومهامه التي يحددها الدستور. 

وقال البرهان مسوقا لروايات لطالما رددها على مسامع القوات المسلحة وهي ذاتها روايات الحركة الاسلامية وفلول النظام السابق التي تدعمه "كل السودان وكل العالم شاف الجرايم القبيحة والبشعة اللي ارتكبوها المتمردين وأعوانهم في ولاية غرب دارفور.. وكل العالم شهد بأن هذه القوات المتمردة ارتكبت جرايم حرب وجرايم ضد الإنسانية في ولاية غرب دارفور وفي كل بقاع السودان"، وأضاف "لذلك نحن ما عندنا صلح معاهم.. ما عندنا اتفاق معاهم".

وطالب  بعض السياسيين، لم يسمهم، بالابتعاد عن محمد حمدان دقلو 'حميدتي' قائد قوات الدعم السريع وأوضح "أقول لهم أنتم أخطأتم، اتفقتم مع متمردين خارجين عن القانون''، داعيا القوى السياسية إلى الحوار شريطة أن يكون في السودان.
وأشار إلى أن بعض دول الإقليم تستقبل قائد الدعم السريع وتصفق له وتُعد له استقبالا "لا نقبله ويعد إهانة للشعب السوداني".

ويتزامن حديث البرهان مع جولة خارجية لحميدتي شملت جيبوتي وأوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب إفريقيا ورواندا التي وصلها اليوم الجمعة.

وقال حميدتي في منشور على منصة 'إكس" "وصلت اليوم إلى كيغالي عاصمة جمهورية رواندا ضمن زياراتي التي شملت عددًا من الدول الشقيقة والصديقة لعكس التطورات التي تشهدها بلادنا في ضوء الحرب الدائرة الآن".

وتابع "تمثل رواندا نموذجًا مشرفًا يمكننا كسودانيين الاهتداء بتجربتها في تحقيق الأمن والاستقرار واستدامة السلام".

وأكمل "نحن مصممون على إنهاء هذه الحرب لصالح شعبنا وإعادة بناء بلادنا على أسس جديدة عادلة في ظل حكم ديمقراطي حقيقي".

وأبدى حميدتي خلال جولته الخارجية حرصه على التسريع في مفاوضات تتوج بإنهاء الصراع، مدفوعا برغبته في إرساء سلام عادل وإنقاذ شعبه من جحيم الحرب.

ويرى مراقبون أن قائد قوات الدعم السريع نجح في مزيد تعزيز موقفه الدولي بعد أن أكد استعداده "غير المشروط" للتفاوض من أجل وقف الحرب والتزامه بمخرجات قمة الدول الأعضاء في الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا (إيغاد).

وبعث توقيع قوات الدعم السريع على إعلان أديس أبابا مع تحالف "تقدم" المدني برسائل إلى العالم مفادها استعداد الدعم السريع لإنهاء الحرب، مقابل مضيّ البرهان في نهجه الصدامي وتعنته رغم هزائمه المتتالية على الميدان وفقدانه السيطرة على أغلب مقاره الجيش السوداني والعديد من المناطق.

وأكدت الدعم السريع استعدادها التام لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار وتدابير حماية المدنيين وتسهيل عودة المواطنين إلى منازلهم وإيصال العون الإنساني والتعاون مع لجنة تقصى الحقائق بالإضافة إلى الاتفاق على إعلان المبادئ وخارطة الطريق المقترحين من 'تقدم'.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.