البشير في الدوحة بحثا عن دعم في ذروة مظاهرات تطالب برحيله

الأزمة المالية تثقل على الرئيس السوداني مع تنامي الغضب الشعبي ومحدودية الخيارات في مواجهة أسوأ مظاهرات على حكمه.
الدوحة لم تعلن بعد عن أي مساعدة مالية للسودان
قطر تستثمر عادة في مثل أزمة السودان للتغلغل في مفاصل الدولة المضطربة

الدوحة - يقوم الرئيس السوداني عمر البشير هذا الأسبوع بزيارة إلى الدوحة يلتقي خلالها بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة تأتي في ذروة الاحتجاجات الشعبية وتعالي الأصوات المنادية برحيله.

والزيارة التي قالت وكالة الأنباء القطرية اليوم الاثنين إنها تأتي في إطار بحث تعزيز العلاقات الثنائية، تستهدف على الأرجح طلب دعم مالي لمساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة والتي كانت سببا في تفجر أسوأ احتجاجات في ثلاثة عقود من حكم البشير.

ولا يملك النظام السوداني حلولا عاجلة لكبح الاحتجاجات المتصاعدة مع أزمة سيولة وشح في النقد الأجنبي وارتفاع قياسي في معدل التضخم، فاقم متاعب السودانيين المعيشية.     

ويشهد السودان احتجاجات شبه يومية منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 بسبب أزمة اقتصادية. وألقى المحتجون باللوم على البشير في زيادة التضخم ونقص السلع الأساسية مثل الخبز.

وقالت وكالة الأنباء القطرية في تغريدة على تويتر "أمير البلاد المفدى يستقبل بعد غد الأربعاء في الديوان الأميري، فخامة الرئيس السوداني الذي يصل الدوحة غدا الثلاثاء في زيارة عمل للبلاد، حيث سيتم بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وآفاق تعزيزها بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك"، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل.

وذكر مكتب الرئيس السوداني أن الشيخ تميم كان من أوائل القادة الذين عبروا عن دعمهم للبشير بعد اندلاع الاحتجاجات وقال إن قطر مستعدة لتقديم كل المساعدة الضرورية، لكن الدوحة لم تعلن بعد عن أي مساعدة مالية للسودان.

وتتنافس قطر مع آخرين في المنطقة على النفوذ في السودان وفي دول أخرى على البحر الأحمر وخليج عدن.

وعادة ما تستثمر الدوحة في مثل هذه الأزمات ملقية بثقلها المالي لانتزاع مكاسب اقتصادية والتغلغل في مفاصل الدولة المضطربة.

ويأمل النظام السوداني في كبح الاحتجاجات عبر حزمة إجراءات كان أعلنها البشير، لكن الخرطوم لا تملك موارد كافية تتيح تنفيذ تلك الإجراءات.

وإزاء هذا الوضع، سارع البشير على ما يبدو إلى الدوحة على أمل الحصول على دعم مالي يسنده في مواجهة احتجاجات لا مؤشرات على هدوئها قريبا.

ويعاني الاقتصاد السوداني منذ انفصال جنوب السودان في 2011 من هزّات اقتصادية مع فقدانه أهم الموارد على رأسها النفط.

ولجأت السلطات السودانية إلى القوة المفرطة لإخماد الاحتجاجات، لكن نتائجها كانت عكسية حيث تصاعد الغضب الشعبي على اثر مقتل عدد من المتظاهرين.

وفي أحدث تطور، ذكرت قناة إخبارية ومسؤول سوداني أن السودان جمد ترخيص صحفيين أحدهما يعمل بقناة العربية المملوكة لسعوديين بسبب تغطيتهما للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال مسؤول بوزارة الإعلام السودانية "مجلس الإعلام الخارجي لديه ملاحظات على أداء مراسل العربية وسيسري قرار التجميد لحين القيام بمراجعة وضع المراسلين الاثنين".

ويتعامل مجلس الإعلام الخارجي مع المنظمات الإعلامية الأجنبية. وعرفت العربية مراسلها بأنه سعدالدين حسن.

 وقالت إن السلطات السودانية احتجزته لفترة وجيزة هذا الشهر عندما استجوبته بشأن تغطيته للاحتجاجات التي تهز السودان منذ أكثر من شهر.

ولم يحدد المسؤول هوية الصحفي الآخر، لكن بهرام عبدالمنعم المراسل بوكالة الأناضول التركية للأنباء والذي كان يغطي الاحتجاجات ذكر أن اعتماده الصحفي قد أُلغي.

وقال "مجلس الإعلام الخارجي طلب مني تسليم بطاقة المراسل التي تجيز لي العمل كمراسل صحفي حتى إشعار آخر".