البشير في الدوحة في انتظار وعود بدعم سخي

الرئيس السوداني يصل للعاصمة القطرية في أول زيارة خارجية له منذ اندلاع احتجاجات ضد حكمه تطالب بتنحيه عن السلطة.

البشير سيناقش مع المسؤولين القطريين جهود السلام في دارفور
الدوحة لم تعلن رسميا عن تقديم دعم مالي للبشير في مواجهة احتجاجات ضد حكمه
الجزيرة تندد بقرار الخرطوم "المتعسف" بسحب تراخيص مراسليها

الدوحة - وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى قطر مساء الثلاثاء في زيارة تستمر يومين، وفقا للإعلام الرسمي، في أول رحلة إلى الخارج منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه.

وكان في استقبال البشير في المطار سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

وقالت وكالات الأنباء الرسمية في كلا البلدين إن الرئيس السوداني سيجتمع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ومع كبار المسؤولين القطريين.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن البشير سيناقش مع المسؤولين في الدوحة "جهود السلام في دارفور" الإقليم الواقع في غرب السودان حيث اندلع نزاع ين القوات الحكومية ومتمردين من أقليات اتنية. كما أنه سيبحث العلاقات الثنائية، وفقا للمصدر ذاته.

ويقيم السودان وقطر علاقات جيّدة وهما حليفان منذ زمن بعيد ويقدّر عدد الرعايا السودانيين المقيمين في الإمارة الخليجية بنحو 60 ألفا.

وكانت الدوحة قادت وساطة بين الخرطوم والمتمرّدين في النزاع الذي اندلع عام 2003 في إقليم دارفور.

وتطال نظام البشير اتّهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّ الرئيس السوداني عامي 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

وهذه أول زيارة خارجية للبشير منذ اندلاع احتجاجات في 19 ديسمبر/كانون الأوّل 2018 عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدّتها منذ ذلك الحين لتتحوّل إلى تظاهرات واسعة ضدّ حكم البشير المستمرّ منذ ثلاثة عقود.

وخلّفت موجة الاحتجاجات في السودان 26 قتيلا بينهم اثنان من عناصر الأمن، بحسب حصيلة رسمية، إلا أن منظمات دولية منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تقول إن الحصيلة بلغت 40 قتيلا بينهم أطفال وعناصر من الكادر الطبي.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية يغذيها نقص حاد في العملات الأجنبية وانكماش متصاعد أدى إلى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء.

ويرى محللون أن هذه الاحتجاجات تشكل أكبر تحد للرئيس البشير منذ وصوله إلى السلطة في 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون.

وكان البشير وصف المتظاهرين بأنهم "عملاء" و"خونة"محمّلا إياهم مسؤولية أعمال العنف.

والثلاثاء، أطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل في ام درمان على متظاهرين يحتجون على وفاة متظاهر أصيب الأسبوع الماضي.

وتأتي زيارة البشير للدوحة، فيما انتقدت قناة الجزيرة القطرية الثلاثاء قرار الخرطوم "المتعسف" بسحب تراخيص عمل ثلاثة من صحافييها يغطون التظاهرات المناهضة للحكومة في أرجاء البلد العربي الإفريقي.

وقالت القناة في بيان "تدين شبكة الجزيرة للإعلام هذا القرار المتعسف الفاقد لأي مبررات موضوعية والمناقض لحرية الإعلام".

وأكدت أن "مراسليها ملتزمون بسياستها التحريرية في تغطية الشأن السوداني وتطورات الأحداث الجارية في البلاد".

وقالت المحطة إنّ جهاز الأمن السوداني أبلغ مدير مكتب شبكة الجزيرة الإعلامية في الخرطوم "سحب رخصتي عمل الزميلين أسامة سيد أحمد وأحمد الرهيد المراسلين في المكتب وسحب ترخيص الزميل المصور بقناة الجزيرة مباشر بدوي بشير".

وذكرت وسائل إعلام سودانية أنّ السلطات سحبت تراخيص عمل صحافيين في قناة العربية المقربة من السلطات السعودية ووكالة أنباء الأناضول التركية.

ومن المقرر أن يصل الرئيس السوداني عمر البشير الثلاثاء إلى قطر في زيارة تستمر يومين، في أول رحلة إلى الخارج منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه.