البشير يزور القاهرة بعد الدوحة بحثا عن دعم عربي

التنقل في جولات بين قطر ومصر يشير إلى شعور الرئيس السوداني بأن نظامه بات في خطر مع تنامي الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله ومع انضمام حزب الأمة أكبر أحزاب المعارضة للحراك الشعبي.

الرئيس السوداني لم يعد يملك هامشا للمناورة مع ضيق الخيارات
جهود البشير لتخفيف الأزمة الاقتصادية لم تنجح في احتواء الغضب الشعبي

القاهرة - يصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة صباح الأحد لعقد قمة ثنائية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حسب ما أكد السبت سفير السودان في مصر.

وقال السفير عبدالمحمود عبدالحليم "يصل الرئيس عمر البشير الأحد في الصباح، ثم يعقد قمة مصرية-سودانية مع الرئيس المصري في قصر الاتحادية منتصف النهار".

وتعد مصر وجهة البشير الثانية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهر ضد نظامه، حيث قام بزيارة الدوحة الأسبوع الماضي، ونقلت وسائل الإعلام القطرية خلالها عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "تأكيده موقف بلاده الثابت في حرصها على وحدة السودان واستقراره".

الرئيس السوداني عمر البشير مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في لقاء سابق
مصر عبرت عن دعمها للبشير في مواجهة أسوأ احتجاجات على حكمه

ولم يقدم السفير السوداني المزيد من التفاصيل حول زيارة البشير المرتقبة للقاهرة، لكن يُرجح أنها تأتي في إطار حشد دعم عربي لمساندته في مواجهة أسوأ احتجاجات تطالب بإنهاء ثلاثة عقود من حكمه.

وتشير تنقلات البشير من الدوحة ثم عودته للخرطوم وزيارته المرتقبة للقاهرة، إلى أن الرئيس السوداني بات يشعر بخطر حقيقي يهدد نظامه مع تواصل الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 وتوسعها جغرافية لتشمل معظم ولايات السودان.

كما يأتي الإعلان عن زيارة البشير لمصر بعد يوم من قرار حزب الأمة، أكبر أحزاب المعارضة السودانية، انضمامه للمظاهرات ودعمه للحراك الشعبي وتوقيعه وثيقة مع تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات.

البشير تلقى دعما من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد
قطر عبرت عن دعمها لوحدة واستقرار السودان على وقع احتجاجات تهدد نظام البشير

وقد يحصل البشير على دعم مالي من بعض الدول العربية لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، لكن هامش التحرك والمناورة لاحتواء الغضب الشعبي بات أمرا صعبا.

وأصبحت جهود تعديل الدستور بما يسمح للبشير بالترشح لولاية رئاسية جديدة أمرا مستبعدا في ظل التطورات الراهنة.

والشهر الماضي تلقى الرئيس السوداني دعما من القاهرة مع تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري في ختام لقائه بالبشير أن "أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها".

وقال شكري في مؤتمر صحافي في العاصمة السودانية إن بلاده "تثق في أن السودان سيتجاوز الظروف الحالية".

وهزّت الاحتجاجات الدامية أنحاء السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، عقب قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف.

وتسبب تدخل قوات الأمن السودانية لفض الاحتجاجات في مقتل 30 شخصا بحسب آخر حصيلة رسمية، في حين تحدثت منظمات غير حكومية عن أربعين قتيلا وتحدث زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عن سقوط أكثر من 50 قتيلا.

ومن المتوقع أيضا أن يناقش الرئيس السوداني في القاهرة مع نظيره المصري عدة ملفات أمنية واقتصادية ضمنها ملف سد النهضة.

والشهر الماضي شهدت الخرطوم اجتماعا رباعيا على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان.