البطريرك الماروني يحذر من مخطط واضح لتغيير وجه لبنان

الراعي يكثف ضغوطه على حزب الله متحدثا عن محاولة لـ"تغيير لبنان بكيانه ونظامه وهويته وصيغته وتقاليده".
ميشال عون: عقد تأليف الحكومة تتوالد. نحلّ واحدة فتظهر أخرى

بيروت - حذر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي السبت من مخطط واضح لتغيير "كيان لبنان ونظامه وهويته"، مجددا مطالبته بتشكيل حكومة اختصاصيين غير متحزبة، وذلك بعد يومين على توجيهه انتقادات مباشرة غير معتادة لحزب الله حول جر لبنان الى الصراعات الإقليمية.
ويهيمن حزب الله الموالي لايران على أجهزة الحكم في لبنان ويمنع تشكيل حكومة منذ أغسطس/آب الماضي بعد أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت.
وقال الراعي في كلمة ألقاها في الصرح البطريركي في بيروت بمناسبة عيد الفصح الذي يوافق الاحد "لقد صار واضحا أننا أمام مخطط يهدف إلى تغيير لبنان بكيانه ونظامه وهويته وصيغته وتقاليده".
وأضاف "هناك أطراف تعتمد منهجية هدم المؤسسات الدستورية والمالية والمصرفية والعسكرية والقضائية واحدة تلو الأخرى. وهناك أطراف تعتمد منهجية افتعال المشاكل أيضا لتمنع الحلول والتسويات" دون تسمية أي من تلك الأطراف.

هناك أطراف تعتمد منهجية هدم المؤسسات وأطراف أخرى تفتعل المشاكل لتمنع الحلول والتسويات

وأكد البطريرك الماروني على "وجود الحاجة المُلحة إلى حكومة تطلق مسار الإصلاح حتى تأتي المساعدات العربية والدولية. لبنان يتطلع إلى حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين يوحي وزراؤها بالثقة والقدرة على النجاح".
وكي يحصل لبنان على مساعدات أجنبية هو في أمس الحاجة إليها، يجب على الحكومة الجديدة إحياء محادثات مع صندوق النقد الدولي وضبط الأوضاع المالية العامة ومواجهة الفساد الذي يقع في قلب أزمة البلاد.
وتشهد البلاد احتجاجات متفرقة تنديدا بتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعتبره المتظاهرون نتيجة "للفساد والمحسوبية داخل الدولة والطبقة السياسية".
الى ذلك، صرح الرئيس اللبناني ميشال عون السبت إنه ينتظر عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من السفر لـ"الخروج من النفق الأسود" وتشكيل حكومة جديدة في البلاد.
والخميس ذكرت وسائل إعلام محلية أن "الحريري غادر لبنان متوجها إلى الإمارات في زيارة خاصة".
وقال عون وهو حليف حزب الله، في تصريح للصحفيين عقب لقائه البطريرك الماروني "جئنا من ضمن التقاليد لنعايد البطريرك الراعي بمناسبة العيد الكبير (الفصح) ونتمنى له وللشعب اللبناني الخروج من النفق الأسود الذي يمر فيه لبنان".
وأضاف أن "عقد تأليف الحكومة تتوالد. نحلّ واحدة فتظهر أخرى"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "دائما متفائل".
وكان البطريرك الماروني قال في تسجيل مصور تداولته وسائل الإعلام المحلية الخميس "أنا بدي قلن (أقول لهم) أنت ليه ضد الحياد؟ بدك تجبرني روح ع الحرب يعني؟ بدك نكون بحالة حرب أنت تقررها؟ طيب أنت عم تاخد رأيي تتعمل حرب؟ عم تاخد موافقتي تتفوت ع سوريا؟ ع العراق؟ ع اليمن؟ أنت مش عم تعمل لمصلحة شعبك".
وللبطريرك نفوذ في لبنان باعتباره رئيسا للكنيسة المارونية التي تخص الطائفة التي يجب أن يكون منها الرئيس بموجب نظام تقاسم السلطة.
ويدعو الراعي دائما إلى بقاء لبنان على الحياد، في إشارة إلى نشر حزب الله مقاتلين في سوريا المجاورة لدعم الرئيس بشار الأسد إلى جانب الميليشيات الشيعية وكذلك تحالفه مع إيران في الصراع الإقليمي مع السعودية.
ويقول معارضو حزب الله إن علاقته مع طهران أبعدت دول الخليج التي كانت تضخ الأموال إلى لبنان مما أدى إلى إغلاق مصدر هام للمساعدات.
وتسببت الأزمة المالية الطاحنة بلبنان في انهيار الليرة الأمر الذي أدى إلى تفاقم الفقر والجوع. وهذه أسوأ أزمة يعيشها لبنان منذ الحرب الأهلية 1975-1990.