البنتاغون يحرم تركيا رسميا من أفضل مقاتلة في العالم

القوات الجوية الأميركية تعلن عزمها شراء 8 مقاتلات "إف-35" كانت مصنعة لصالح تركيا، قبل استبعادها من الصفقة العسكرية التي ستكبدها خسارة بملايين الدولارات بالإضافة إلى حرمانها من تجديد أسطولها الجوي.
أنقرة دفعت نحو 900 مليون دولار في مشروع تصنيع المقاتلة الأميركية
خسارة عسكرية ومالية باهظة تتكبدها تركيا

واشنطن - أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، استعدادها لشراء مقاتلات "إف 35" كان بيعها مخصصا لتركيا، من شركة "لوكهيد مارتن" المتعهد الرئيسي بإنتاجها وذلك على إثر استبعاد أنقرة رسميا من برنامج المقاتلات المشترك العام الماضي.

وقالت البنتاغون في بيان نشرته الإثنين إنها ستزود قواتها الجوية بـ"8 مقاتلات 'إف-35 أي' كانت مخصصة لتركيا، إضافة إلى 6 مقاتلات من طراز 'إف-35 أي اس'، بموجب عقد قيمته 861.7 مليون دولار".

وأضافت وزارة الدفاع الأميركية أن شراء المقاتلات الثماني سيتم في إطار تعديل العقد السابق مع شركة "لوكهيد مارتن".
وجاء إعلان البنتاغون عقب قرار تركيا شراء منظومة "إس 400" الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" من الولايات المتحدة.

وحسب مجلة "ديفنس نيوز" الأميركية المتخصصة في الشؤون العسكرية فإن سعر طائرة 'إف-35' الواحدة يبلغ 77.9 مليون دولار.

وكانت المقاتلات الأميركية جاهزة لتسليمها للجانب التركي، حتى أن الولايات المتحدة قامت بتدريب الطيارين الأتراك على استخدامها، ولكن واشنطن قررت في يوليو/تموز 2019 عدم تسليم الطائرات وأنهت تدريبات الطيارين، وهددت بفرض عقوبات على تركيا بسبب صفقة أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية.

يذكر أن تركيا إحدى الدول الشركاء في مشروع تصنيع المقاتلة "إف35" الأكثر تطورا في العالم، ودفعت نحو 900 مليون دولار في إطار ذلك.

وتقول واشنطن إن نظام الدفاع الصاروخي الروسي غير متوافق مع شبكة دفاع حلف شمال الأطلسي ويشكل تهديدا لطائرات إف-35 وهي تخشى حصول موسكو على معلومات حساسة عن نظام التخفي عن الرادار الذي تتمتع به الطائرة.

ويبلغ طول المقاتلة "إف 35" نحو 15.7 مترا، وارتفاعها 4.33 أمتار، وتصل سرعتها إلى نحو ألفي كيلومتر في الساعة، وتستخدم في جميع قطعات الجيش.

وللطائرة الحربية ذات المهام المتعددة قدرة هائلة على التخفي حيث لا تستطيع الرادارات رصدها وهو مصدر تسميتها بالمقاتلة الشبح.

وفي يناير، قالت وكيلة وزير الدفاع الأميركية لعمليات الشراء إلين لورد إن 24 طائرة "إف 35" كانت في طور الإنتاج لصالح أنقرة، لكن الأخيرة لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن الصفقة، مشيرة إلى أنه تبعا لذلك فإن سلسلة الإمداد ستنتقل من مصانع تركية إلى أخرى أميركية بعد شطب الموردين الأتراك.

وأضافت لورد "للأسف ستفقد تركيا بالتأكيد وظائف وفرصا اقتصادية مستقبلية نتيجة هذا القرار. لن تتلقى بعد الآن حصة العمل التي كان من المتوقع أن يزيد حجمها عن 9 مليارات دولار، المتعلقة بالمقاتلة إف 35 طيلة البرنامج".

ويعد برنامج "إف-35"، الذي أطلق في تسعينيات القرن الماضي الأغلى في تاريخ الجيش الأميركي، ويقدر البنتاغون تكلفته بنحو 400 مليار دولار، بهدف تصنيع ما يقرب من 2500 طائرة في العقود المقبلة.

ويمثل قرار البنتاغون الرسمي خسارة عسكرية ومالية باهظة ستتكبدها تركيا، فبالإضافة إلى التبعات الاقتصادية فقد فقدت أنقرة فرصة ذهبية لتحديث أسطولها الجوي وتأمين حدودها في وقت يواصل فيه الرئيس رجب طيب أردوغان فتح جبهات جديدة لحروب مع جيرانه وفي دول أخرى أهمها ليبيا.