البنتاغون يقدّر استمرار أزمة كورونا ثلاثة أشهر أخرى

البنتاغون يعلن عن إصابة 174 فردا من الجيش الأميركي بفيروس كورونا أي بزيادة 41 إصابة عن اليوم السابق.

واشنطن – قدّت وزارة الدفاع الأميركية أن تستمرّ الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتحدة "أشهرا عدة" على أن تعود الحياة إلى طبيعتها بحدود يونيو/حزيران - تموز/يوليو مع مخاطر حصول "فوضى سياسية" في بعض الدول، وفق ما ذكر مسؤولون كبار في البنتاغون الثلاثاء.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر أثناء "مناقشة افتراضية" مع القوات الأميركية في العالم إنه بناء على تجربة الدول المتضررة من الوباء على غرار الصين وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ، "أعتقد أنه ينبغي علينا الاستعداد لفترة أشهر عدة على الأقل".

وأضاف رئيس هيئة الأركان الأميركي مارك مايلي الذي كان يردّ أيضاً على أسئلة أُرسلت مسبقاً وطرحتها مباشرة متحدثة باسم البنتاغون "يجب توقع 10 وربما 12 أسبوعاً".

وتابع "نتوقع 90 يوماً بناءً على دول أخرى، الأمر الذي قد ينطبق على الولايات المتحدة أو لا، سنرى. إذا كان ذلك ينطبق على الولايات المتحدة، ستكون (نهاية الأزمة) على الأرجح في أواخر أيار/مايو، حزيران/يونيو، شيء من هذا القبيل".

وقال الجنرال "يمكن أن يكون ذلك في تموز/يوليو" مشيراً إلى "أننا سنخرج منها".

وحذّر المسؤولان من أن الوباء يمكن أن يتسبب بانعدام الاستقرار في بعض الدول، إلى درجة الى أن الأخيرة يمكن أن تشكل تهديداً للولايات المتحدة.

ولفت إلى أن "كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى فوضى سياسية في بعض الدول. يجب أن نبقى متيقظين"، مضيفاً أن نقص الأقنعة الواقية والقفازات وأجهزة التنفس يمكن أن تكون له "تبعات شديدة على بعض الدول يمكن أن تتخطى المسألة الطبية".

وأكد إسبر أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهودها لمساعدة حلفائها لكن بالنسبة "لبعض الخصوم، كل ذلك يمكن أن يجعلهم يتصرفون (...) بطريقة يمكن أن يكون لها أثر على أمننا".

وأضاف "يجب أن نكون مدركين تماماً للأمر وأن نستعدّ له".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن البنتاغون عن إصابة 174 فردا من الجيش الأميركي بفيروس كورونا أي بزيادة 41 إصابة عن اليوم السابق.

وفي تحديث يومي أضاف البنتاغون أن 59 موظفا مدنيا و61 من أفراد أسرهم و27 متعاقدا ثبتت إصابتهم أيضا بالفيروس.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من تحول الولايات المتحدة إلى مركز جديد لتفشي الفيروس التاجي على إثر التسارع الكبير في عدد الإصابات به في البلاد.

وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة للصحفيين الثلاثاء إن 85 بالمئة من الحالات الجديدة في 24 ساعة الأخيرة كانت في أوروبا والولايات المتحدة و40 بالمئة منها كانت في الولايات المتحدة.

وأضافت هاريس "نرى الآن تسارعا كبيرا جدا في حالات الإصابة بالولايات المتحدة، لذا فإن احتمال تحولها إلى بؤرة جديدة لتفشي الفيروس قائم".

وتابعت "يواجهون (الولايات المتحدة) تفشيا كبيرا جدا وهو تفش متزايد الشدة".

وتوقعت زيادة كبيرة في عدد الإصابات والوفيات في البلاد عن معدلها الراهن.

وفي وقت سابق الثلاثاء، كشفت جامعة جونز هوبكينز الأميركية، عن ارتفاع وفيات كورونا في الولايات المتحدة إلى 593، والإصابات إلى 46 ألفا و500، لتكون بذلك ثالث أكبر دولة متضررة بالفيروس بعد الصين وإيطاليا.
وحتى ظهر الثلاثاء، أصاب كورونا أكثر من 392 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 17 ألفا، فيما تعافى أكثر من 103 آلاف.

في المقابل أعلن مختبر "بيوميريو" الفرنسي أنه حصل بصورة استثنائية على الحق في أن يطرح في السوق الأميركية اختبارا جديداً سريعاً للكشف عن فيروس كوفيد-19 طوال فترة الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي الوباء.

والاختبار الجديد المسمى "بيوفاير كوفيد-19" يكشف عن فيروس كورونا المستجد في خلال 45 دقيقة "من مسحة من البلعوم الأنفي"، وفق بيان صحافي صادر عن المجموعة الفرنسية.

وأضافت أن الاختبار سهل الاستخدام وجرى تطويره بدعم من وزارة الدفاع الأميركية التي ستتلقى أول كمية منه على أن يصبح بعدها متاحاً في السوق الأميركية، ومن ثم في السوق الدولية "عندما تسمح السلطات المنظمة بذلك".

وتؤكد الشركة أن تصريح التسويق هذا في الولايات المتحدة موقت، إذ مُنح وفقًا لإجراءات الطوارئ.

وتشير إلى أنها تزيد من طاقتها الإنتاجية في منطقة سولت ليْك سيتي في ولاية يوتا، غرب الولايات المتحدة، من أجل الوصول إلى قدرة إنتاجية "قصوى" من علب الاختبار "في غضون بضعة أسابيع".

وهذه ثاني مجموعة اختبار للكشف عن فيروس كوفيد-19 طورتها مجموعة "بيوميريو". وتم التحقق من نجاعة اختبار (SARS Cov-2 R-Gene) " في الوقت الحقيقي" في فرنسا من قبل المركز المرجعي الوطني لفيروسات عدوى الجهاز التنفسي الذي أشاد به.

وينبغي أن يحصل الاختبار المُنتج في فرنسا قريباً على تصريح لتسويقه في الاتحاد الأوروبي.