'التاكسي الوردي' يناصر النواعم في مصر

سيدة الأعمال ريم فوزي تراهن على انشاء تاكسي للنساء لمحاربة البطالة في صفوفهن ومكافحة التحرش وضمان حصولهن على خدمة تنقل مريحة وآمنة.

القاهرة - منحتنا كتب المصريات والكثير من الاكتشافات الأثرية معلومات وافية عن كثير من النماذج الأنثوية الخالدة في مصر القديمة، مثل إيزيس الأم المثالية، وحتحور الباسمة، و"نيفتريتي" التي كانت أول امرأة تمارس سلطة سياسية في مصر عبر التاريخ، وعدد من النساء اللاتي شغلن مناصب وعملن في مختلف المهن، مثل التجارة والقضاء والمشاركة في حكم الدولة وتسيير أمورها.
وفي عالمنا المعاصر تسير الكثير من النساء المصريات على خطى أجدادهن الفراعنة فيعملن على منافسة الرجال في مختلف مجالات العمل، ويسعين لشغل مختلف المناصب الرفيعة بالبلاد عبر العمل وطرح أفكار مغايرة ومغامرة.
ريم فوزي سيدة الأعمال، ونائب رئيس لجنة النقل والطيران بغرفة وكالات وشركات السفر والسياحة بمصر والتي اختيرت ضمن قائمة النساء الأكثر إلهاما في العالم، كما اختيرت ضمن 30 امرأة من أكثر النساء إلهاما بمصر، والفائزة بلقب "رائدة سيدات الأعمال" من قبل مؤسسة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، تسعى من خلال مسيرتها لاستعادة ريادة المرأة في مصر القديمة، وقد صارت نموذجا نسويا يحتذى به في  العالم.
وقالت ريم فوزي على هامش مؤتمر للغرف السياحية المصرية، عقد بمدينة الأقصر أنها بدأت حياتها بالعمل فور حصولها على المؤهل الجامعي، موظفة في القطاع المالي بأحد الشركات السياحية في العاصمة المصرية القاهرة، وواصلت مسيرتها حتى حصلت على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، وبعد خمس سنوات من العمل الوظيفي قررت أن يكون لها مشروعها الخاص.
 وبدأت مسيرتها بمكتب سياحي، سرعان ما تحول لشركة سياحية ثم مجموعة شركات، وكانت أول من قام بإنشاء تاكسي العاصمة الأصفر، وتاكسي المطار.
 وتمحورت فكرتها حول إنشاء خدمة تاكسي تدار بفكر إدارة الشركات، وخلال عامين فقط من إطلاق خدمة التاكسي الأصفر، حققت أربعة أضعاف الربح المتوقع، وهو ما شجعها على إقامة شركة سياحية تقدم خدمات النقل السياحي.
 وأشارت إلى أن شركتها بدأت بـ6 سيارات، وارتفع العدد ليصل خلال ثلاث سنوات إلى 130 سيارة سياحية.
وقالت ريم أن المرأة قادرة على القيام بكل الوظائف، وكل المهن خاصة إذا تم تدريبها بشكل جيد، على تنسجم تلك الوظائف والمهن مع تعاليم الدين والتقاليد والأعراف المجتمعية.
وأكدت المرأة القيادية في مجال الأعمال على أن النساء والفتيات هن من يحملن على كاهلهن معظم المهام والوظائف والأعمال بالقطاع السياحي المصري، فهن من يعملن في أقسام الاستقبال والمطاعم وحتى خدمة الغرف، وقد نجحن في القيام بكافة المهام والوظائف السياحية، وساهمن بقوة في دفع عجلة القطاع الحيوي بالبلاد.
وأشادت محدثتنا بتجربتها في إقامة مشروع "التاكسي الوردي" PINK TAXI بالعاصمة القاهرة والذي اكسبها شهرة واسعة بمصر والعالم.
 وقالت بأنها استوحت فكرة المشروع من ثورة يناير، وما تزامن معها من أحداث.
وأفادت بأنه بعد تفجر ثورة يناير بمصر تراجعت الحركة السياحية بالبلاد، فقررت أن تتقدم لنيل درجة الماجستير في إدارة الأزمات.
وأضافت "بعد نيل الماجستير تغيرت أفكاري، وبدأت البحث عن أفكار جديدة للاستثمار تتماشى والظروف التي عاشتها مصر خلال الثورة، فاستلهمت فكرة تاكسي البنات من الثورة التي صاحبها ارتفاع في نسبة البطالة بين النساء، الى جانب فقدان الفتيات للأمان عند استخدامهن للتاكسي في تنقلاتهن داخل العاصمة وخارجها بسبب انتشار التحرش، واستعنت بفتيات خضعن لدورات تدريبية في فنون قيادة السيارات، والميكانيك واللغات أيضا، وبدأت في تشغيلهن في نقل السياح.

 وأضافت ريم "نظرا لنجاح التجربة، فقد تحولت فكرة تشغيل النساء في قيادة السيارات إلى مشروع مستقل هو تاكسي البنات، ورحبت العديد من السيدات والفتيات باستقلال تاكسي تقوده فتاة، ولم يكف ما أملكه من سيارات لتلبية الطلب المتزايد على استقلال التاكسي المختلف عن السائد، فقررت فتح باب المشاركة لنساء وفتيات يمتلكن سيارات للانضمام والعمل معي بمشروع كان يهدف بالأساس لتمكين المرأة المصرية وحصولها على خدمة تنقل مريحة وآمنة تراعي خصوصيتها وتحترمها وتمكينها من الحصول على عمل مناسب يراعي احتياجاتها وظروفها الحياتية .
وشاركت ريم فوزي في العديد من الفعاليات النسوية، وحازت  على تكريمات محلية وعربية ودولية عدة.
وريم فوزي من أهم النساء الملهمات في مصر والعالم وقد نالت العديد من التتويجات داخل مصر وخارجها.
وقد كرمها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب وزوجته، والرئيس الأميركي الأسبق بيل كينتون، وزوجته هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وكريستينا لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي على هامش مشاركتها بمنتدى دافوس.
وريم معروفة بابتكار مهن جديدة لصالح المرأة وتأهيل النساء للعمل بالقطاع السياحي، وقد أيضا كرمها عمدة مدينة بودابست عاصمة المجر لدورها المهم في تنمية العلاقات بين الشرق والغرب، وكرمها المجلس القومي للمرأة في مصر باعتبارها واحدة من بين ثلاثين امراة، من أكثر النساء إلهاما في مصر.
كما أصبحت المرأة الوحيدة التي تمثل النساء العاملات في القطاع السياحي ببلادها داخل مجلس إدارة غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة بمصر، حيث تشغل منصب نائب رئيس لجنة النقل والطيران داخل الغرفة.