التباعد الاجتماعي لا يقل خطورة عن كورونا

عالمة بريطانية في الوبائيات تحذر من تأثير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي في إضعاف جهاز المناعة ضد الفيروسات الجديدة.
عدم التعرض للجراثيم يضعف دفاعات الجسم ضد أوبئة مستقبلية

لندن - تقول خبيرة بريطانية بارزة في علم الوبائيات إن التباعد الاجتماعي والحجر الصحي يضعفان مناعة الناس ضد الأمراض الجديدة.
نقل موقع "سبوتنيك عربي" عن صحيفة "التلغراف" أن أستاذة علم الأوبئة النظرية في جامعة أكسفورد سونيترا غوبتا، تحذر من أن امتداد الإغلاق لفترة طويلة يؤدي إلى إضعاف أجهزة المناعة لأن الناس لا يتعرضون للجراثيم، وبالتالي لا يطورون دفاعات يمكن أن تحميهم من الأوبئة المستقبلية.
والعالمة غوبتا ذاع صيتها في مارس/آذار عندما طورت وفريقها نظام نمذجة لتوقع انتشار فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة والتعرف على فرص تشكيل "مناعة القطيع".

الانفلونزا الاسبانية
الانفلونزا الاسبانية فتكت بـ50 مليون شخص

وقالت سونيترا: "في حين أنه من غير المحتمل أن ثلاثة أشهر من الإغلاق قد أضرت بجهاز المناعة لدينا، لا يزال هناك احتمال أن يكون لها تأثير. هذا تحذير لعدم افتراض أن الوضع الذي لا نعاني فيه من اعتداءات منتظمة بسبب مسببات الأمراض يجعلنا في حال أفضل".
وتابعت: "إذا عدنا إلى النقطة التي لا نتعرض فيها لمسببات المرض، حيث نبقي كل شيء خارجًا ونبقي المجتمعات المعزولة نسبيًا، فسنكون مثل كتل الأشجار التي تنتظر أن تشتعل فيها النيران".
وأضافت: "هكذا كانت الأمور في عصر الأوبئة. إن جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 التي أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 50 مليون شخص، كانت صادمة لأن الكثير من أولئك الذين لقوا حتفهم كانوا معافيين تحت سن 40".
وبررت ذلك بأنه "في عام 1918 لم يكن هناك أي إنفلونزا في جميع أنحاء أوروبا منذ 30 عامًا، لغياب التواصل العالمي القوي كما هو الحال الآن".