التحالفات مفتاح الائتلاف الحكومي في إسرائيل

تقارب نتائج الانتخابات يضع غانتس ونتانياهو أمام معضلة تشكيل ائتلاف حكومي لا يشمل التحالف مع الأحزاب العربية.
نتانياهو وغانتس يبحثان القفز على عقدة التحالف مع الكتلة العربية

القدس - تبقى مسألة التحالف لتشكيل ائتلاف حكومي في إسرائيل، العقدة الأساسية التي تشق طريق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس نحو رئاسة الوزراء، حيث تعتبر الأحزاب الصغيرة بما فيها العربية ورقة هامة يسعى كلا الطرفين لكسبها.

وأصبحت القائمة العربية المشتركة بحصولها على 13 مقعدا ثالث أكبر كتلة عربية، ما يجعلها مفتاحا أساسيا في عملية التحالف ورقما صعبا في المعادلة السياسية في إسرائيل.

ولا يمكن لكل من نتانياهو وغانتس تشكيل ائتلاف حكومي دون التحالف مع الأحزاب العربية والأحزاب الأخرى الصغيرة لتشكيل أغلبية برلمانية، في ظل تقارب نتائج الانتخابات بين الطرفين.

واختتم اليوم الثلاثاء مفاوضون من فريقي نتانياهو وغانتس ، اجتماعهم من أجل التفاوض حول إمكان تشكيل حكومة وحدة يرى كل منهما أنه أحق برئاستها.

وأنهى المفاوضون من فريق حزب الليكود برئاسة الوزير ياريف ليفين مع فريق حزب 'كحول لفان' برئاسة يورام طوربوفيتش اجتماعهم الذي عقد لمتابعة اللقاء الذي عقد بين زعيميهما ورئيس دولة اسرائيل رؤوفين ريفلين في وقت متأخر الاثنين.

وقال المفاوضون من الحزبين في بيان لهم إن "الاجتماع كان عمليا وجرى في أجواء وروح طيبة".

ويقول كل من نتنياهو وغانتس إنهما يريدان حكومة وحدة، لكنهما يختلفان حول من سيقودها أولا، ضمن طرح ترتيب التناوب، وتفاصيل أخرى حول تشكيل مثل هذا الائتلاف.

وتظل مسألة من سيكون رئيس الوزراء أولاً حجر عثرة رئيسي، فالتوقيت مهم بشكل خاص لنتانياهو الذي يواجه تهماً محتملة بالفساد في الأسابيع المقبلة، وسيمثل في جلسة استماع في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

وشدد الوزير ليفين بأنه يمثل حزب الليكود ويمثل جميع أعضاء الكتلة اليمينية البالغ عددهم 55".

وأضاف البيان إن "الجانبين اتفقا على أنهم سوف يطلعون نتانياهو وغانتس على فحوى الاجتماع، ومن ثم اتخاذ قرار حول مزيد من المحادثات والخطوات الأخرى."

كان لقاء نتانياهو مع غانتس أول اجتماع رسمي لهما منذ انتهاء انتخابات 17 سبتمبر/أيلول التي أسفرت عن فوز غانتس بأكبر عدد من المقاعد.

ولكن مع عدم وجود طريق واضح لكل منهما لتشكيل حكومة ائتلافية بمفرده، من المقرر أن يلتقي الرجلان مرة أخرى مع الرئيس ريفلين مساء الأربعاء.

واعتمد رئيس الدولة ريفلين الذي يتعين عليه اختيار من سيشكل الحكومة المقبلة، بشدة على الحزبين لتشكيل ائتلاف حكومي وحثهما ليلة الاثنين على إيجاد وسيلة للقيام بذلك. وصرّح أن "مسؤولية تشكيل الحكومة تقع عليكما".

ولا يلزم القانون رئيس الوزراء بالتنحي في حال وجهت إليه التهمة، بل فقط إذا ما أدين واستنفد جميع الطعون، بينما يمكن إجبار الوزراء الآخرين على القيام بذلك عند اتهامهم.

وأشار غانتس إلى انه هو الحزب الأكبر، ملمحا بأنه هو الأحق برئاسة الحكومة وكتب في بيان في وقت متأخر يوم الاثنين "اختار الجمهور التغيير ولا نية لدينا للتنازل عن قيادتنا ومبادئنا أو عن شركائنا الطبيعيين لهذه الطريق".

وتحدث نتنياهو عن حقيقة أنه يتمتع بدعم أكبر من الأحزاب الصغيرة في البرلمان وتعهد بعدم التخلي عنهم في صفقة ائتلافية.

وخلال الاستشارات النيابية التي أجراها ريفلين حصل نتانياهو على 55 توصية مقابل 54 توصية لغانتس

وقال بعد اجتماع مساء الاثنين "أنا ملتزم بما وعدتكم به"، مخاطبا أحزاباً يمينية ودينية متحالفة مع الليكود.

وحلّ حزب 'أزرق أبيض' بزعامة غانتس في المرتبة الأول بحصوله على 33 مقعدا بينما حصل حزب الليكود اليميني على 31 مقعدًا من أصل 120 في البرلمان وهذه هي الانتخابات الثانية منذ أبريل/نيسان الماضي، لكن يبقى كلا الطرفين عاجزين عن تشكيل حكومة.

وتعهد ريفلين بأنه سيبذل كل ما في وسعه لتجنّب إجراء انتخابات أخرى قد تكون بانتظار الإسرائيليين في الربيع المقبل.

وقال ريفلين إن "الشعب ينتظر منكما أن تجدا حلا وإن كنتما ستدفعان الثمن على الصعيد الشخصي أو الأيديولوجي".

ويقف غانتس رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الذي يفتقر للخبرة السياسية، في مواجهة خصم محنك ومفاوض شرس شغل منصب رئيس وزراء لأطول فترة في إسرائيل تزيد عن 13 عامًا وتغلب على منافسيه مرارا وتكرارا.

ومن المتوقّع أن يعلن ريفلين اسم المرشّح لمهمة تشكيل حكومة إسرائيلية الأربعاء، عندما يتم تسليمه النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، وسيكون لدى رئيس الوزراء المكلّف مهلة 28 يوماً للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد هذه المهلة أسبوعين إضافيين.