التحالف الدولي يوقف التدريب والدعم للجيش العراقي

تواجد بعثة الناتو في العراق مستمر لكن أنشطة التدريب فيها تم تعليقها حاليا بسبب إجراءات احترازية لحماية أفرادها من انتقام إيراني على مقتل سليماني والمهندس.

بغداد - قال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الأحد، إنه أوقف مهام التدريب والدعم للقوات العراقية بسبب تكرار الهجمات الصاروخية على قواعد تضم قوات للتحالف.

وأضاف التحالف في بيان "أولويتنا القصوى هي حماية كل جنود التحالف الملتزمين بمهمة هزيمة داعش. الهجمات الصاروخية المتكررة على مدى الشهرين الماضيين من عناصر كتائب حزب الله تسببت في مقتل أفراد من قوات الأمن العراقية ومدني أميركي".

وتابع البيان "نتيجة لذلك نحن ملتزمون بالكامل بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات من التحالف. لقد حد هذا من قدرتنا على القيام بمهام التدريب مع الشركاء ودعم عملياتهم ضد داعش ولذلك أوقفنا تلك الأنشطة والأمر قيد المراجعة المستمرة".

وأمس السبت، قال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي "الناتو" ديلان وايت إن "بعثة الناتو مستمرة، لكن أنشطة التدريب تم تعليقها حاليا"، مضيفا أن الحلف يتخذ جميع الإجراءات الاحترازية لحماية أفراده.

يذكر أن البعثة الحالية للناتو في العراق بدأت عام 2018 بهدف تدريب القوات المسلحة العراقية ومنع تنظيم داعش من استجماع قوته. ويشارك في تلك المهمة مئات الأفراد من حلفاء الناتو وكذلك دول من خارجه بينها السويد وفنلندا.
ويأتي قرار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بعد يومين من مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي إلى جانب 8 من قادته، في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وقالت واشنطن إن قتل سليماني "يأتي في إطار الدفاع عن النفس"، وإن الأخير كان يخطط لشن هجمات وشيكة على مصالح أميركية في المنطقة. وتوعدت إيران والفصائل الموالية لها في العراق ووكلائها في دول أخرى بالانتقام.
ويشكل هذا التطور تصعياً كبيراً بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.
وجاءت الغارة الجوية الأميركية إثر محاولة المئات من مقاتلي الحشد الشعبي وأنصارهم اقتحام السفارة الأميركية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء خلال احتجاجات على قصف الولايات المتحدة لكتائب حزب الله العراقي المقرب من إيران الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً وإصابة 48 آخرين بجروح في محافظة الأنبار غربي العراق.
ويتهم مسؤولون أميركيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين في العراق.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

والمهندس الذي قتل في الغارة الأميركية إلى جانب سليماني هو أحد أهم قادة الحشد الشعبي الذي ضمته الحكومة العراقية إلى القوات النظامية العام الماضي بعد مساعدته للجيش العراقي في الحرب على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وهي خطوة أغضبت واشنطن آنذاك.

وعمل المهندس مع الميليشيات الإيرانية، حيث أشرف على تأسيسها وتدريب عناصرها ما جعله يعمل مستشارا لسليماني وأدرجته واشنطن منذ عام 2009 لائحة العقوبات الأميركية.

ولعب نائب الحشد دورا هاما في تنفيذ أجندة إيران في المنطقة وكان يشرف مباشرة على تنفيذ تدخلاتها في العراق بإذن من سليماني، وكان من بين الشخصيات العراقية الأكثر نشاطا في الميداني العسكري للميليشيات.

وفي 2007، أوكلت إيران إلى المهندس مهمة تأسيس فصائل حزب الله العراقي، التي تعد حاليا من نخبة القوات التابعة للحشد الشعبي.

ورغم العداء المستمر منذ عقود بين إيران والولايات المتحدة، حارب مقاتلو الميليشيات العراقية المدعومون من إيران إلى جانب القوات الأميركية أثناء حرب العراق على داعش بين عامي 2014 و2017، وهي ذريعة اتخذها النظام الإيراني لإضفاء صبغة شرعية على ميليشيات الحشد التي أصبحت ذات نفوذ وصلاحيات تهدد الأمن القومي العراقي لما تمتلكه من معلومات استخباراتية وأمينة تستفيد منها إيران.

وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق وأغلبها تقوم بمهام استشارية، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.