التحالف العربي يرخي يده عن السلاح لتهيئة الأجواء للسلام باليمن

قرار توقف قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عن شن هجمات قرب صنعاء ومدن يمنية أخرى يأتي بينما تقود الأمم وواشنطن وعواصم إقليمية جهودا دبلوماسية كبرى للتوصل إلى وقف النار.
قوات التحالف تنفي تنفيذ عمليات عسكرية خلال الفترة الماضية في اليمن

الرياض - أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن الخميس أنه علّق عملياته ضد المتمردين الحوثيين في اليمن لإفساح المجال أمام إيجاد حل سياسي للنزاع الدامي في البلد الفقير.

وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي الخميس إن "التوقف عن شن هجمات قرب صنعاء ومدن يمنية أخرى يهدف لتهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي في اليمن".

وجاءت تصريحاته في وقت تقود فيه الامم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليمية جهودا دبلوماسية كبرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع والسعي لإرساء سلام دائم في اليمن.

وسمع مراسل وكالة فرانس برس دوي انفجارات في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين بينما شاهد مصور الوكالة الدخان يتصاعد من عدّة مواقع، لكنّ التحالف سارع إلى تأكيد عدم وقوفه خلف أي منها.

وأدلى المتحدث باسم التحالف بهذا التصريح ونشرته وسائل إعلام رسمية سعودية بعد تقارير إخبارية عن هجوم على موقع تابع للحوثيين المتحالفين مع إيران قرب العاصمة اليمنية صنعاء.

ونفى تركي المالكي هذا التقرير وقال "الأنباء الواردة باستهداف التحالف للفرقة الأولى مدرع بصنعاء غير صحيحة".

وتابع قائلا "لم يتم تنفيذ عمليات عسكرية بمحيط صنعاء وأي مدينة يمنية أخرى خلال الفترة الماضية"، مضيفا "عدم تنفيذ أي استهداف يهدف إلى تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي".

ووصل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى الرياض الأربعاء لإجراء محادثات حول إرساء السلام باليمن وقف حرب خلفت خلال حوالي 7 سنوات أحد أسوء الأزمات الإنسانية في العالم.

وبينما تدفع الامم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وفي مؤشّر أخر على إحراز تقدم في جهود السلام، بدأ الحوثيون إصلاح طرق بالقرب من مطار صنعاء المغلق منذ 2016، بحسب ما أفادت مصادر محلية لوكالة فرانس برس، في إشارة إلى احتمال إعادة فتحه قريبا.

يشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 بالمئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.

ويزيد من تعقيدات الوضع في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تتمسك بالسلاح بما يشق جهود إرساء السلام، وقد نفذ الحوثيون انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.