التحالف العربي يستبق اعتراضات الكونغرس على تزويد الطائرات بالوقود

الرياض وواشنطن تتفقان على وقف تزويد طائرات التحالف بالوقود جوا في اليمن قبل نقاش متوقع في الكونغرس.

واشنطن - قالت السعودية السبت إنها طلبت من الولايات المتحدة وقف إعادة تزويد طائرات التحالف الذي تقوده في اليمن بالوقود.
وقال بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية "تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف مؤخرا من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جوا بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن".
وأضاف البيان "في ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأميركية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأميركي وقف تزويد طائراته بالوقود جوا في العمليات الجارية في اليمن".
وعبر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس عن تأييده للقرار وقال إنه اتخذ بالتشاور مع الحكومة الأميركية.
تأتي الخطوة في وقت يشهد غضبا دوليا بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وبعدما هدد نواب ديمقراطيون وجمهوريون باتخاذ إجراء في الكونغرس الأسبوع المقبل بشأن عمليات إعادة التزود بالوقود.
وحتى في الوقت الذي أدانت فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب مقتل خاشقجي، سعى البيت الأبيض للحفاظ على علاقته بالسعودية.
وربما يمثل أي قرار منسق لواشنطن والرياض لوقف التزود بالوقود محاولة لحرمان الكونغرس من اتخاذ أي إجراءات إضافية.
كان عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري تود يانغ والديمقراطية جين شاهين قد حذرا من أن الوقت ينفد أمام إدارة ترامب.
وقالا "ما لم تتخذ الإدارة خطوات فورية. فنحن متأهبون لاتخاذ إجراءات إضافية عندما يعود مجلس الشيوخ للانعقاد".
علاوة على التزود بالوقود، تقدم الولايات المتحدة دعما محدودا في مجال المخابرات للتحالف الذي تقوده السعودية وتبيع له الأسلحة التي يستخدمها في حرب اليمن.

لا تزال الولايات المتحدة تقدم دعما محدودا للتحالف في مجال المخابرات 

وقال ماتيس إن الولايات المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور لمساعدة التحالف بقيادة السعودية والقوات اليمنية على تقليص عدد القتلى في صفوف المدنيين وتوسيع الجهود الإنسانية.
كما أشار ماتيس إلى خطط لبناء القوات اليمنية.
وقال ماتيس في بيان "تخطط الولايات المتحدة والتحالف للتعاون في بناء قوات يمنية شرعية للدفاع عن الشعب اليمني وتأمين حدود بلاده والإسهام في جهود التصدي للقاعدة وداعش في اليمن والمنطقة".
وفي وقت سابق هذا العام، دافع ماتيس عن الدعم العسكري الأميركي لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن عندما ضغط نواب لإجبار البنتاغون على إنهاء مشاركة واشنطن.
وقال ماتيس إن وقف الدعم العسكري الأميركي قد يزيد عدد الضحايا المدنيين، لأن قيام الولايات المتحدة بتزويد الطائرات بالوقود يمنح الطيارين مزيدا من الوقت لتحديد أهدافهم. وقال إن قطع الدعم من شأنه أن يعرض التعاون في مجال مكافحة الإرهاب للخطر ويقلل من النفوذ الأميركي لدى السعودية.
وقال ماتيس أيضا إن ذلك سيشجع الحوثيين الموالين لإيران والذين أطلقوا صواريخ على السعودية واستهدفوا السفن التجارية والعسكرية قبالة السواحل اليمنية.
ومع ذلك، قد لا يكون وقف تزويد طائرات التحالف بالوقود في حد ذاته له أثر يذكر من الناحية العملية على الحرب. وقال مسؤولون أميركيون إن ُخمس طائرات التحالف فقط يحتاج للتزود بالوقود في الجو من الولايات المتحدة.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدا ماتيس يعبر عن شعور ملح تجاه إنهاء الصراع. وفي نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، انضم ماتيس إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى دعوة الأطراف المتحاربة في البلاد إلى إجراء محادثات سلام بحلول نهاية العام.
وقالت السعودية في بيانها "تعبر قيادة التحالف عن أملها بأن تقود المفاوضات القادمة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بما يساهم بوقف الاعتداءات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على الشعب اليمني الشقيق ودول المنطقة".