التحالف يحبط هجوما حوثيا إرهابيا انطلاقا من مطار صنعاء

قوات التحالف العربي تعلن تدمير طائرة مسيرة معدة لاعتداء إرهابي وشيك ومنصة إطلاق في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين، في أول رد فعل على انتهاكات الحوثيين بعد أسبوع على اختتام محادثات السويد.

انتهاكات الحوثيين لاتفاق السويد تستهدف جرّ قوات الشرعية للرد
مشاركة الحوثيين في محادثات السويد مناورة لكسب الوقت
التحالف يستعجل تدخلا أمميا لمنع انهيار وقف إطلاق النار
التحالف والقوات اليمنية التزما حتى الآن باتفاق السويد رغم انتهاكات الحوثيين

الرياض - أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن الأربعاء إحباط هجوم إرهابي بتدميره طائرة مسيرة في مرحلة الإعداد انطلاقا من مطار صنعاء الخاضع للمتمردين الحوثيين.

والقصف الذي نفذته قوات التحالف هو الأول منذ اختتام اتفاقيات السويد الأخيرة التي أفضت لتفاهمات حول مدينة الحديدة وعدد من الموانئ إلى جانب اتفاق حول مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون المدعومين من إيران.

وسبق للتحالف الدولي أن أحبط عدة هجمات ارهابية حوثية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت السعودية وقد عرضت واشنطن قبل فترة وفي مناسبتين بقايا صواريخ باليستية وطائرة مسيرة أكدت أنها إيرانية الصنع.

ولم يلتزم الحوثيون بما تم الاتفاق عليه في محادثات السويد ما يعزز تحليلات سابقة كانت قد أكدت أن المتمردين دأبوا على نسف جهود التسوية وأنهم شاركوا في المفاوضات الأخيرة التي رعتها الأمم المتحدة فقط لكسب الوقت وإيهام المجتمع الدولي برغبتهم في السلام.

وأكد التحالف في بيان بثّته قناة الإخبارية الحكومية السعودية "تدمير طائرة بدون طيار ومنصة الإطلاق بمطار صنعاء الدولي"، مشيرا إلى "تدمير الطائرة في مرحلة الإعداد لإطلاقها وتحييد هجوم إرهابي وشيك".

بقايا حطام طائرة مسيرة استخدمها الحوثيون في هجمات على السعودية اعترضها التحالف قبل وصولها لهدفها
بقايا حطام طائرة مسيرة استخدمها الحوثيون في هجمات على السعودية اعترضها التحالف قبل وصولها لهدفها

ووقعت الضربة ضد المطار بعد نحو أسبوع من انتهاء محادثات في السويد برعاية الأمم المتحدة بين القوات اليمنية المدعومة من التحالف، والمتمردين الحوثيين، تم خلالها الاتفاق على إجراءات لبناء الثقة.

وقال التحالف في بيانه إن "الميليشيا الحوثية الإرهابية تستخدم مطار صنعاء كثكنة عسكرية في مخالفة للقانون الدولي الإنساني".

وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، اتّفق الطرفان على وقف لإطلاق النار في محافظة الحديدة (غرب) وتبادل آلاف السجناء وعقد جولة جديدة من المحادثات في يناير/كانون الثاني 2019.

لكنهما فشلا في الاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء الذي يتحكم التحالف بالحركة فيه ويسمح فقط لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بأن تحط فيه وتقلع منه.

وتتيح القيود التي يفرضها التحالف العربي على مطار صنعاء منع وصول إمدادات السلاح الإيرانية للحوثيين وحرمانهم من إيرادات المطار التي يستخدمونها في تمويل الحرب.

وفي المقابل يتيح التحالف حركة سلسلة للطائرات الأممية وتيسير إدخال مساعدات الإغاثة، بينما سبق أن طالب مرارا بإشراف أممي على المطار وعلى ميناء الحديدة وهو منفذ مهم أيضا لدخول المال والأسلحة الإيرانية للميليشيا الانقلابية.

ومن المقرر أن يتم بحث موضوع المطار مجددا في جولة المحادثات المقبلة إذا صمد اتفاق وقف إطلاق النار المنبثق عن اتفاقيات السويد.

وصمود اتفاق السويد يبقى رهين بالتزام أطراف الصراع اليمني بوقف إطلاق النار وتجنب التصعيد، لكن البوادر الحالية تشير إلى أن الميليشيا الانقلابية تدفع فعلا باتجاه التصعيد في ظل استمرارها في خرق التفاهمات الأخيرة.

الحوثيون حولوا مطار صنعاء الدولي إلى ثكنة عسكرية ومركزا لبعض عملياتهم الإرهابية
الحوثيون حولوا مطار صنعاء الدولي إلى ثكنة عسكرية ومركزا لبعض عملياتهم الإرهابية

وإلى حدّ الآن التزم التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية بكل بنود الاتفاق رغم الانتهاكات المتكررة من قبل الحوثيين.

وكان واضحا منذ البداية أن الحوثيين لن يلتزموا بما تم الاتفاق عليه فقد دفعوا بعد يوم واحد من محادثات السويد بتعزيزات لمدينة الحديدة في الوقت الذي يطالب فيه الاتفاق جميع الأطراف بالانسحاب من المدينة ووقف إطلاق النار فورا.

وعلى اثر هذا الانتهاك جدت اشتباكات متقطعة في الأطراف الجنوبية والشرقية للمدينة، وسط تحذيرات من أن الانقلابيين يحاولون جرّ التحالف والقوات اليمنية إلى الردّ.

وفي ظل التوتر الذي يخيم على الحديدة وأيضا على مطار صنعاء، حذّر التحالف من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في حال تأخرت الأمم المتحدة في التدخل للإشراف على الهدنة والعمل على وقف "خروقات" المتمردين الحوثيين.

ومن المحتمل أن يدفع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة غرب اليمن، التحالف إلى إعادة إطلاق الحملة العسكرية في المدينة باتجاه مينائها الذي يعد شريان حيويا لإمدادات الغذاء وأيضا لإمدادات الأسلحة الإيرانية للمتمردين.

ومن المفترض أن تصل إلى اليمن خلال الأسبوع الحالي بعثة من الأمم المتحدة لترؤس لجنة عسكرية تضم ممثلين عن القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف والمتمردين الحوثيين، لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن رئيس "لجنة إعادة الانتشار" سيعقد أول اجتماع له مع ممثلين عن الطرفين عبر الفيديو من نيويورك الأربعاء، قبل أن يتوجه إلى اليمن "لاحقا هذا الأسبوع".