التحريض و"إهانة" اردوغان تقود ممثلين شهيرين إلى التحقيق

ممثلون واكاديميون يدفعون ثمن انتقادهم للرئيس التركي
إهانة الرئيس تهمة جاهزة لتضييق الخناق على الحريات
أنقرة تتهم ممثلين شهيرين بالتحريض على انتفاضة مسلّحة

اسطنبول - اتهمت السلطات التركية الاثنين ممثّلا تركيّا شهيرا بـ"إهانة" الرئيس رجب طيّب اردوغان والتحريض على شن انتفاضة مسلحة ضده في برنامج تلفزويني الأسبوع الماضي كما أفادت وسائل إعلام.

وبحسب شبكة سي أن أن-تورك، فإنّ الممثّل متين أكبينار (77 عاما) حضر صباح الاثنين إلى مكتب المدّعي العام لاسطنبول بناء على استدعاء لاستجوابه برفقة فنان آخر يدعى مجدت غيزان عمره 75 عاما.

ووفقا لوسائل إعلام تركيّة فقد فُتح التحقيق بعد أن قال الممثّل خلال برنامج بثّته قناة "هالك تي في" المعارضة الجمعة إنّ الديمقراطية هي "الخيار الوحيد لإنقاذ تركيا من الاستقطاب والفوضى".

وأضاف "إذا فشلنا في ذلك وعلى غرار ما حصل مع كلّ أشكال الفاشية، فإنّ الزعيم يمكن أن يُعلق رأسا على عقب أو أن يُسمَّم في زنزانة أو أن يلقى المصير نفسه الذي لقيه قادة آخرون في الماضي"، وفقا للمصدر ذاته.

وقال الممثّل أيضا، إنّ جميع القادة الأتراك "الذين تحوّلوا إلى روسيا" تمّت الإطاحة بهم في انقلابات عسكرية، باستثناء مؤسّس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

وكان غيزان وجه انتقادات مباشرة للرئيس التركي، إذا قال "هو (اردوغان) يقول للناس الزموا أماكنكم. انظر يا رجب طيب اردوغان، لا يمكنكم اختبار وطنيتنا. الزم مكانك".

وذكرت محكمة تركية أن الرجلين سيطلق سراحهما بعد انتهاء الاستجواب، لكن سيتعين عليهما الذهاب لمركز الشرطة مرة أسبوعيا كما سيتم منعهما من مغادرة تركيا.

وهما متهمان بـ"إهانة الرئيس"، فيما يواجه أكبينار تهمة "التحريض على انتفاضة مسلحة ضد الحكومة"، وفق ما ذكرت صحيفة حرييت اليومية الاثنين نقلا عن المدعي العام في اسطنبول.

وشهدت الحياة السياسية في تركيا ثلاثة انقلابات عسكرية (1960 و1971 و1980) أعقبها قمع صارم.

وفي 1997، دفع الجيش نجم الدين أربكان رئيس أول حكومة إسلامية في تاريخ تركيا، إلى الاستقالة. ونجا اردوغان نفسه من محاولة انقلاب عسكري دموي في يوليو/تموز 2016.

وفتح القضاء التحقيق في تصريح الممثّلين بعد أن قال اردوغان في خطاب الأحد إنّه "يجب أن يحاسبا" على التصريحات التي صدرت على الهواء.

وتابع خلال خطاب في اسطنبول "لا يمكننا تركهما بدون أن نرد. سيدفعان الثمن" على تصريحاتهما.

وحوكم آلاف الأتراك وبينهم فنانون وصحافيون وأكاديميون خلال السنوات الماضية بتهمة "إهانة الرئيس"، إلا أن معظمهم لم يتم سجنهم.