التراث المادي الفلسطيني في نسخ إلكترونية

إطلاق رقمي للقطع الأثرية المحلية والصور والأفلام والوثائق القديمة لحفظ التاريخ الفلسطيني من الضياع والتشويه.

بيرزيت (الضفة الغربية) - يستعد متخصصون فلسطينيون في مجال الأرشفة وحفظ الوثائق لإطلاق مجموعة رقمية جديدة للقطع الأثرية المحلية على أمل أن تساعد في الحفاظ على تاريخهم ورواية قصصهم وجعل كل ذلك متاحا على الإنترنت بالمجان.
وسيعرض أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي الصور والأفلام والوثائق التاريخية التي تم جمعها من العائلات في الأراضي الفلسطينية ومن المغتربين وأرشفتها في منشأتها في بيرزيت، شمالي رام الله بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
ويقول مدير المشروع عبدالرحمن الخليلي إن الفريق قام بحفظ حوالي 70 ألف مادة في صورة رقمية ويعتزم أرشفة عشرات الآلاف قبل الإطلاق الرسمي للمنصة على الإنترنت في نهاية العام.
وقال الخليلي "هاد المشروع إحنا بلشنا فيه 1/1/2018 هدفه إنه يكون عابر للحدود وإنه يعرّف المجتمع الفلسطيني في الداخل وفي الشتات على التاريخ الفلسطيني ونفرجيهم مواد تاريخية من الصعب الوصول إليها ومن الصعب جمعها من مكان واحد. إحنا حتى الآن نجحنا نأرشف 70 ألف مادة وهدفنا إنه خلال 3 سنين 145 ألف مادة يتم أرشفتها في مواضيع مختلفة زي المرأة والأسرة والرياضة والزراعة والاقتصاد. المواد حيتم نشرها على منصة إلكترونية مجانية مفتوحة للجميع".
وأضاف "موضوع الترميم عنا هو هدف أساسي، إحنا عم نحاول، غير إنه نرمم، نزيد وعي الناس بكيفية التعامل مع الأرشيف إللي عندهم والمواد إللي عندهم بطريقة حفظها زي درجة الحرارة وطريقة وضع المواد ووين ممكن تنحط وقصة الضوء، يعني كل هاي الأمور التقنية إللي بتساعد على إنه نحفظ الأرشيف مش بس رقمياً بل نحفظه أكتر مادياً عند أصحابها".

ويقام المشروع بتمويل من صندوق أركاديا وهو منظمة خيرية مقرها المملكة المتحدة.
ويقول مشرفو المتحف إنهم يعيدون الكثير من الوثائق، بعد حفظها في شكل رقمي، إلى المساهمين الفلسطينيين، مع تقديم النصائح لهم حول طريقة الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال القادمة.
وقالت دكتورة عادلة العايدي مدير عام المتحف الفلسطيني "الأرشيف الرقمي يعني إنه المتحف الفلسطيني بياخد أرشيفات ورقية أو صوتية أو سمعية وبرقمنها يعني بحفظ منها نسخة الكترونية أولاً.. ثانياً منرفعها على الإنترنت على منصة خاصة بالمتحف لعرضها على الجمهور فهو أرشيف لكن أرشيف موجود على الإنترنت".
وعبر أحد الفلسطينيين الذين قدموا أرشيفهم للمتحف ويدعى زياد حسين (58 عاما) من قرية برهام إلى الشمال مباشرة من المجمع الحديث الذي تبلغ مساحته 10 فدادين (4 هكتارات) في المتحف الفلسطيني، عن شعوره بالفخر والاعتزاز بعد مساهمته بالصور العائلية في البوابة الإلكترونية.
وقال حسين "نصحتني بإنه أسلّم وأعطي الأرشيف إللي عندي للمتحف الفلسطيني لأجل توثيقه والحفاظ عليه وبالفعل كانت خطوة كثير أتلجت صدري إنه أنا حفظت هذا الأرشيف لدرجة إنه أنا بعثت من نسخة إلكترونية لكل أحفاد سيدي (جدي) عبد العزيز".
كما تعاون المتحف مع المكتبة البريطانية في مشروع رقمنة منفصل، يهدف إلى الحفاظ على حوالي 3000 مادة ورقية تالفة ومعالجتها مثل الخرائط واليوميات والرسائل.