التراخي الأوروبي يمنح تركيا فسحة أوسع للانتهاكات

جاويش أوغلو يؤكد أن بلاده لن تتخلى عن حقوقها ومصالحها في شرق البحر المتوسط خشية التعرض لعقوبات أوروبية أو انتقادات.
جاويش أوغلو: لا يمكن لأحد لي ذراع تركيا

أنقرة - يمنح تراخي الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على تركيا فسحة أوسع لاستمرار أنقرة في انتهاكاتها في مياه المتوسط ضاربة التلويحات الأوروبية والتحذيرات عرض الحائط.

وفي هذا السياق قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مساء الاثنين إن تركيا لن تتخلى عن حقوقها ومصالحها في شرق البحر المتوسط خشية التعرض لعقوبات أوروبية أو انتقادات.

وكان زعماء الاتحاد الأوروبي اتفقوا في قمة الجمعة الماضي على إعداد عقوبات محدودة على أفراد أتراك بشأن الخلاف مع اليونان وقبرص على استكشاف الطاقة، لكنهم أرجأوا بحث أي خطوات أكبر حتى مارس/آذار.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب القمة إن زعماء الاتحاد يعتزمون بحث صادرات الأسلحة لتركيا مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي عقب سعي اليونان لفرض حظر سلاح على أنقرة.

وقال جاويش أوغلو في البرلمان خلال محادثات عن الميزانية "بالنسبة لنا لا مجال للحديث عن التخلي عن حقوقنا ومصالحنا في شرق البحر المتوسط بسبب أننا سنواجه عقوبات أو انتقادات من الاتحاد الأوروبي".

وأضاف خلال كلمته أمام البرلمان التركي إنه "لا يمكن لأحد لي ذراع تركيا، بل على العكس، هي من تلوي الأذرع التي تواجهها شرقي المتوسط.

وتابع "سياستنا الخارجية الفاعلة جعلت من غير الممكن اتخاذ خطوات في ملفات مثل سوريا وليبيا وشرق المتوسط والقوقاز وأفغانستان والعراق بدون تركيا أو رغما عنها".

وبيّن أن تركيا كانت مع الحوار وستواصل ذلك، وسعت لحماية مصالحها وحققت أيضا السلام والعدل في الميدان، قائلا "تركيا باتت لاعبا عالميا والجميع سيتعلم احترام ذلك".

وتتضارب مطالب تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي بشأن نطاق الجرف القاري لكل منهما والحقوق في موارد الطاقة المحتملة في شرق البحر المتوسط.

وتثير أعمال التنقيب غير القانونية التي تحريها تركيا في مياه شرق المتوسط منذ أشهر عدة، توتراً مع الاتحاد الأوروبي الذي اكتفى مرار بالتلويح والتهديد بنظام العقوبات دون اتخاذ خطوات صارمة لردع الانتهاكات التركية.

ومسألة فرض عقوبات على تركيا مدرجة في حسابات أوروبا منذ أشهر، لكنها بقيت حبرا على ورق، فيما يبدو أن الاتحاد الأوروبي يخشى التصعيد مع أنقرة التي تهدد بورقة اللاجئين.

ولا يتفق جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي على جدوى العقوبات، إذ يخشى البعض من أن تصعيد المواجهة قد يحمل حكومة اردوغان مجددا على السماح لطالبي اللجوء بمغادرة تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي.

وتأوي تركيا لديها نحو 4 ملايين لاجئ سوري ويستثمر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بورقة اللاجئين للضغط على أوروبا وابتزازها، وذلك للتغطية على انتهاكاته في مياه شرق المتوسط ومنع أي عقوبات أوروبية على بلاده.

وكان اردوغان قال في وقت سابق من الاثنين إنه منزعج لتحرك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا.

وقال إن بلاده تتوقع من الاتحاد ألا يعاقبها "بل يحقق تعهده بمنحها العضوية الكاملة (في الاتحاد الأوروبي".

وفرضت واشنطن الاثنين عقوبات على الوكالة الحكومية التركية المكلفة بشراء الأسلحة لحيازة أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز 'إس-400'.

ونددت كل من أنقرة وموسكو بتلك العقوبات التي جاءت أخف مما كان متوقعا وهي ايضا آخر قرار للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي من المقرر ان يغادر البيت الأبيض بعد نحو شهر.