التراخي يخرج الوضع الوبائي في إيران عن السيطرة

تحذيرات وزير الصحة الإيراني من خروج الوباء عن السيطرة تأتي بينما يقدم النظام الشأن الاقتصادي على مواجهة كورونا.
قفزة قياسية في عدد الوفيات والإصابات بكورونا
وزير الصحة الإيراني يطلق صيحة فزع بسبب الوضع الوبائي
337 حالة وفاة في يوم واحد ترفع حصيلة الوفيات بكورونا إلى أكثر من 31 الفا
تسجيل 5039 إصابة بكورونا في 24 ساعة في إيران
5039 حالة إصابة جديدة بالفيروس في الأربع والعشرين ساعة

طهران - أطلق وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي اليوم الثلاثاء صيحة فزع، داعيا إلى تحرك أقوى لمواجهة موجة وبائية خطيرة كأنها خرجت بالفعل عن السيطرة، موضحا أنه كوزير للصحة لا يمكنه بمفرده السيطرة على الوباء.

وتأتي تحذيرات نمكي بينما تغرق الحكومة الإيرانية في مشاكل كثيرة اجتماعية واقتصادية وصحية وسياسية، ويبدو مواجهة الوضع الوبائي في أسفل سلم الأولويات مع عجز النظام عن معالجة التحديات القائمة بفعل الأزمة المالية الناجمة عن العقوبات الأميركية.

وسلطت صيحة الفزع التي أطلقها وزير الصحة الإيراني الضوء على حالة من الإرباك في مواجهة موجة وباء هي الثالثة بالنسبة لإيران التي تسجل أعلى معدل إصابات يومية بفيروس كورونا في المنطقة.

ودعا الوزير الإيراني إلى زيادة دعم الناس والحكومة لفرض تطبيق قيود تهدف لوقف ثالث تفش ضخم لإصابات كوفيد 19 وذلك مع تسجيل وزارة الصحة الإيرانية 5039 حالة إصابة جديدة بالفيروس في الأربع والعشرين ساعة الماضية وهو أعلى معدل إصابات يومي على الإطلاق.

وقال نمكي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية "يجب على الجميع أن يعلموا أنه لا يمكنني كوزير للصحة، أن أسيطر على هذا الوباء بمفردي الأمر يقتضي الحصول على قدر كبير جدا من المساعدة".

وقال "جرى الإعلان عن تغريم كل من لا يضع كمامة، لكنني رأيت أن 40 بالمئة ممن كانوا على متن الحافلة لم يكونوا يضعون كمامات، فهل يمكن السيطرة على العدوى بذلك؟"

وأصبح وضع الكمامات إلزاميا في الأماكن العامة في 10 أكتوبر/تشرين الأول في طهران، العاصمة لهذه الدولة التي تعتبر أكثر بلد تضرر من الوباء في منطقة الشرق الأوسط. وقال المسؤولون إنه سيجري تغريم المخالفين.

وقالت سيما سادات لاري المتحدثة باسم الوزارة للتلفزيون الرسمي إن 322 مريضا توفوا بمرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بالفيروس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وذلك بعد تسجيل عدد قياسي لحالات الوفاة يوم الاثنين بلغ 337 حالة.

ورفعت الأرقام الأخيرة الحصيلة الرسمية للوفيات في البلاد إلى 31034، ورفعت إجمالي الإصابات في البلاد إلى 539670 إصابة منذ بدء تفشي الجائحة عالميا في فبراير/شباط.

وعرّت هذه الأرقام سياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجها النظام منذ الأشهر الأولى لظهور كورونا في إيران.

وكان يمكن السيطرة على الوباء في تلك الفترة لكن الحكومة قدمت المصالح الاقتصادية على الصحية إلى أن بلغت الإصابات والوفيات بالعدوى ذروتها، واضعة السلطات أمام خيارين أحلاهما مر فإما العزل أو مواجهة كارثة صحية هي الأسوأ على الإطلاق.

واتخذت السلطات إجراءات لم ترق إلى مستوى الخطر الذي طرحه الفيروس، فيما تدخل المرشد الأعلى علي خامنئي بعد أن برز جدل من نوع آخر بين العلمي والديني، ففي الوقت الذي يحذر فيه العلماء والأطباء من الاختلاط ويحثون على التباعد الاجتماعي واللجوء لتدابير العزل ولو الجزئي، كان رجال الدين يشجبون تلك القرارات ومنها التي تفرض غلق الحسينيات والمساجد والمزارات التي ظهرت فيها أولى الإصابات.