التشجيع أول ما يتكشف من الدور الإيراني في حادث الفجيرة

الولايات المتحدة تعتقد ان ايران باركت الهجمات على ناقلات النفط الاربع قبالة الإمارات ولم يقتصر دورها على التلميح غير المباشر.

بغداد/واشنطن - تعتقد مصادر أميركية بأن ايران شجعت على هجمات الأحد على أربع ناقلات نفطية قبالة الإمارات، معتبرة ان الدور الايراني لم يقتصر على مجرد "التلميح غير المباشر".
وزاد التخريب الذي تعرضت له الناقلات، والذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، وإعلان السعودية يوم الثلاثاء أن طائرات مسيرة مسلحة أصابت اثنتين من محطاتها لضخ النفط قلق واشنطن من أن طهران ربما تقترب من صراع.
وقال مصدر حكومي أميركي إن خبراء الأمن الأميركيين يعتقدون بأن إيران "باركت" هجمات الناقلات، التي أصابت ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة وقود ترفع علم الإمارات وناقلة منتجات نفطية مسجلة في النرويج قرب الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، والواقعة أمام مضيق هرمز مباشرة.
وقال المصدر لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة تعتقد بأن الدور الإيراني تمثل في تشجيع مسلحين على القيام بمثل هذه الأفعال ولم يقتصر على مجرد التلميح غير المباشر. لكن المصدر أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك أي دليل على قيام أفراد إيرانيين بأي دور مباشر في العملية.
وثمة زيادة ملحوظة في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات لوقف صادرات النفط الإيرانية تماما وتصنيف الحرس الثوري "منظمة إرهابية أجنبية".
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية هجمات الناقلات بأنها "مثيرة للقلق" ودعت إلى إجراء تحقيق.
ويعتقد ترامب، الذي انسحب العام الماضي من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران عام 2015، بأن الضغوط الاقتصادية ستجبر طهران على قبول مزيد من القيود المشددة على برامجها النووية والصاروخية وكذلك على دعمها لوكلاء لها في العراق وسوريا واليمن.

ترامب 'واثق' بأن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات
ترامب 'واثق' بأن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات

واعرب ترامب الاربعاء عن "ثقته بأن ايران سترغب قريبا في إجراء محادثات" مع الولايات المتحدة رغم التوتر المتصاعد بين البلدين.
ونفى ترامب أيضا عبر تويتر أي "خلاف داخلي" في الادارة حول "سياسة الحزم (التي ينتهجها) في الشرق الاوسط"، وقال "يتم التعبير عن آراء مختلفة وأتخذ القرار النهائي والحاسم، إنها عملية بسيطة جدا".
وابدى ترامب مرارا في تصريحاته انفتاحا حيال طهران التي يعتبرها العامل الاكثر زعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط، ولكن من دون أي نتيجة.
وبعد عام من اعلان واشنطن انسحابها من إتفاق إيران النووي المبرم في 2015 أعلنت طهران في 8 أيار/مايو تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة فيه.
في اليوم نفسه شددت واشنطن عقوباتها على الاقتصاد الإيراني. وأعلن البنتاغون ارسال سفينة حربية وبطاريات باتريوت الى منطقة الخليج إلى جانب حاملة طائرات.
وحيال هذا التصعيد الذي يثير قلق الأوروبيين والروس الذين يؤيدون الحفاظ على الاتفاق النووي، أكد المرشد الأعلى علي خامنئي الثلاثاء أن "الحرب لن تندلع" مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال خلال زيارة لطوكيو إن بلاده لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي المتعدد الأطراف، واصفا تصعيد واشنطن للعقوبات بأنه "غير مقبول".
وأضاف لنظيره الياباني تارو كونو في بداية اجتماعهما "نمارس أقصى درجات ضبط النفس رغم حقيقة انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة في مايو الماضي".

إيران تحللت رسميا من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، استجابة لأمر من مجلس الأمن القومي

ووافقت طهران بموجب الاتفاق الذي تفاوض عليه الرئيس باراك أوباما سلف ترامب على الحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم مقابل الإعفاء من العقوبات.
وكان مسؤول مطلع بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أبلغ وكالة أنباء الطلبة (إسنا) الأربعاء بأن إيران تحللت رسميا من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وذلك استجابة لأمر من مجلس الأمن القومي الإيراني.
وقال المسؤول إن إيران ليس لديها حد من الآن فصاعدا لإنتاج اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة.
ولم تنتهك التحركات الإيرانية الأولية الاتفاق النووي بعد على ما يبدو. لكن طهران تحذر من أنه إذا لم توفر القوى العالمية الحماية لاقتصادها من العقوبات الأميركية في غضون 60 يوما، فستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى.
قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بزيارة مفاجئة لبغداد الأسبوع الماضي بعدما أظهرت معلومات مخابرات أميركية أن فصائل شيعية مسلحة تساندها إيران تضع صواريخ قرب قواعد بها قوات أميركية وفق ما أعلنه مصدران أمنيان عراقيان.
وقال المصدران إن بومبيو أبلغ كبار المسؤولين بالسيطرة على تلك الفصائل المسلحة وإلا سترد الولايات المتحدة بالقوة.
وقال مصدر عراقي ومصدر دبلوماسي داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد إن طائرات هليكوبتر أقلعت على مدار الأربعاء من مجمع السفارة الفسيح بالقرب من نهر دجلة وعلى متنها موظفون بالسفارة.

اميركا تتحسب لهجمات من وكلاء ايران في العراق
اميركا تتحسب لهجمات من وكلاء ايران في العراق

وقال المصدر العراقي إن الموظفين الأميركيين نقلوا إلى قاعدة عسكرية في مطار بغداد. وقال مسؤول أميركي في وقت متأخر من مساء الأربعاء بأن الإجلاء قد تم.
وترسل إدارة ترامب قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة ما تقول إنه تهديد متزايد من إيران لجنودها ومصالحها في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها أمرت بسحب الموظفين على الفور من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، عاصمة كردستان العراق، لمخاوف تتعلق بسلامتهم.
ولم يتضح بعد عدد الموظفين الذين شملهم هذا القرار ولم يصدر أي تصريح بشأن تهديد محدد. وجرى تعليق خدمات التأشيرات في البعثتين.

أعتقد أننا الآن في وضع خطير للغاية وأي تقدير خاطئ من أي طرف ربما يدخلنا في صراع

وقال متحدث باسم الخارجية "أكبر أولوياتنا هي ضمان سلامة الموظفين الحكوميين والمواطنين الأميركيين. ونريد الحد من خطر وقوع ضرر".
كما علقت ألمانيا، التي لديها 160 جنديا في العراق، وهولندا التي لها 169 عسكريا ومدنيا، عمليات التدريب العسكري الأربعاء، وأشارتا إلى تصاعد التوتر في المنطقة.
وقالت السفارة الهولندية في بغداد على حسابها في تويتر إن أبوابها لا تزال مفتوحة. وذكر مصدر مقرب من وزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش الفرنسي ليست لديه خطط بتعليق أنشطة التدريب العسكري في العراق.
لا تريد الولايات المتحدة ولا إيران دخول حرب، وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يوم الثلاثاء إن المؤشرات التي تصل إليه من المحادثات مع الولايات المتحدة وإيران تفيد بأن "الأمور ستنتهي على خير".
والعراق من البلدان القليلة التي تربطها علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران. وقال إنه سيُبقي على علاقاته القوية مع إيران وكذلك مع الولايات المتحدة ومع جيران في المنطقة يعتبر بعضهم طهران عدوا لدودا.
وكانت الولايات المتحدة التي احتلت العراق من عام 2003 إلى عام 2011 بعد غزوه للإطاحة بصدام حسين قد أعادت إرسال قوات إليه في عام 2014 لدعم جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ولإيران علاقات وثيقة مع أحزاب سياسية عراقية نافذة كما تدعم فصائل شيعية مسلحة قوية.
وقال السناتور كريس كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن الأربعاء "أعتقد أننا الآن في وضع خطير للغاية وأي تقدير خاطئ من أي طرف ربما يدخلنا في صراع".
وأضاف "عندما نعتزم استخدام القوة في منطقة مضطربة جدا، ويوجد بها توتر حقيقي بين إيران والسعوديين، علينا أن نكون حذرين. نحتاج لاستراتيجية". وكان الكونغرس قد طلب من الحكومة إطلاع أعضائه على مجريات الأمور.