التشكيليون جسدوا الأوبئة عبر التاريخ

ابتهال الشيخ تستعرض عبر حساب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك موضوعا بعنوان "الجائحة في عقول الفنانين عبر التاريخ".
قضية وباء كورونا المنتشر في هذا العصر باتت تسري في أذهان كل سكان المعمورة
سجلات التاريخ توثق أحداثا يشيب لها الرأس، وتم تدوين مئات الكتب التي تحدثت عن المآسي في الجوائح، والروايات التي دمرت العالم

القاهرة ـ استعرضت الفنانة التشكيلية ابتهال الشيخ عضو نقابة الفنانين التشكيليين عبر حساب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك موضوعا بعنوان "الجائحة في عقول الفنانين عبر التاريخ".
وسلطت ابتهال الشيخ، من خلال حديثها، الضوء على مجموعة من اللوحات الزيتية، وبعض الآثار في الأنثروبولوجي، التي ناقشت قضية الأوبئة ووصفت الأحداث بأساليب مختلفة لفنانين وأساتذة كبار ولوحات خُلدت في التاريخ لقيمتها الفكرية، كما كان لها الأثر الأكبر في نقل وشرح الفترة الزمنية للوباء، وتم الحفاظ عليها في متاحف أوروبا وغيرها من المتاحف العظمى التي ساهمت في تقدير القيمة.
وقالت الشيخ: "باتت قضية وباء كورونا المنتشر في هذا العصر قضية تسري في أذهان كل سكان المعمورة وتهددهم، فلم تترك أحدا على وجه الأرض الا زحفت إليه تلتوي من حولة كمجموعة من الأشباح تحيط بنا، لا ندرك أسبابها ولا علاجها ولا من أين أتت بالتحديد، أو إن كانت مؤامرة أم إرادة الطبيعة والقدر".
وتطرقت في حديثها إلى أن سجلات التاريخ باتت توثق أحداثا يشيب لها الرأس، وتم تدوين مئات الكتب التي تحدثت عن المآسي في الجوائح، والروايات التي دمرت العالم، مشيرة إلى أنه كان للفنان دور مهم في ترك البصمة وتوضيح الرؤية البصرية من خلال توصيل ما رأت عيناه من آلام ودمار أحدثتها هذه المخلوقات المجهرية عن طريق إبداع فكري مدمج بعقلية خيالية ورؤية فلسفية أو دينية، وهذه وظيفته وهذا ما كان يقدمه الفنان التشكيلي قبل ظهور الكاميرات والتقدم التقني، واللوحات التشكيلية كانت الوسيلة الأقرب لتصوير الأحداث وتسجيل اللحظة وتوثيقها ولنقل الأحداث للجيل القادم ولنشر الوعي والحذر.

وقدمت الشيخ تسلسلا دقيقا عن كيفية تناول الفنانين هذه الأوبئه في أعمالهم، وذكرت نماذج مختلفة بطريقة مشوقة، ومنهم على سبيل المثال الفنان روبرت فاليت الذي رسم لوحة "وباء مارسيليا" عام 1665 الذي تفشى في أوروبا حتى قضى على سدس سكانها، وعند وصوله الى لندن خطف ما يقارب 65.000 من سكان لندن، حتى تم تسمية هذه الكارثة من قبل المؤرخين بوباء لندن، كأكثر الدول ضررا. صور الفنان روبرت لحظة وصول السفينة المحملة بالطاعون، ورغم أن تم تحذير التاجر ببقاء السفينة في الحجر الصحي فإن علاقاته كانت أقوى مع مدير الجمارك، ففتح أبواب السفينة وفتح أبواب جهنم على لندن.