التصدي لمشروع إيران هدف الانتقالي الجنوبي من مفاوضات جدة

نائب رئيس المجلس الانتقالي يحذر من إشاعات وتسريبات مغلوطة حول تطورات الحوار بين المجلس والحكومة مشيرا الى ان المجلس لم يذهب للمحاصصة مطلقا ولا هذه غايته.

صنعاء - حذرت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي من إشاعات وتسريبات مغلوطة حول تطورات الحوار بين المجلس والحكومة في جدة.
وطالب نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك في تدوينة عبر تويتر السبت بالحذر من نشر مغالطات بخصوص المباحثات مشيرا الى ان بعض التفاصيل التي تم نشرها في وسائل الاعلام لا يعلم عنها حتى المتحاورون.
وقال بن بريك ان "الانتقالي ذهب للحوار لجديته في توحيد الجهود للقضاء على مشروع إيران وهو هدف الانتقالي في هذه المرحلة، ولم يذهب للمحاصصة في الحكومة مطلقا ولا هذه غايته".

وكانت وسائل إعلامية وصفحات مقربة من حزب الإصلاح الاخواني تداولت مسودة اتفاق ادماج قوات المجلس ضمن قوات الجيش والأمن، ومنحه حقيبتين وزاريتين، وعودة الحكومة ومجلس النواب إلى العاصمة المؤقتة عدن على أن تشرف قوات سعودية على تنفيذ الاتفاق.
لكن المجلس الانتقالي لم يؤكد هذا الاتفاق فيما قال مقربون منه ان ما اشيع هو محاولة اخوانية لإيجاد صدع بين المجلس وأنصاره وارباك الوفد المفاوض.
وتتواصل المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في جدّة بعيدا عن الضوضاء الإعلامية حرصا على إنجاحها فيما تأتي ضمن جهود إعادة صياغة الشرعية وتشكيل جبهة موحدة تتيح مواجهة الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران.
وتأتي هذه التطورات بعد مواجهات سابقة بين قوات الشرعية وقوات المجلس الانتقالي على اثر محاولة ميليشيات حزب الإصلاح الاخواني المنضوية في الجيش اليمني اقتحام عدن وعدة محافظات جنوبية.
وتقود السعودية جهودا لرأب الصدع بين المجلس الانتقالي الذي يقاتل ميدانيا على أكثر من جبهة في التصدي للتنظيمات المتطرفة (داعش والقاعدة) وميليشيا الحوثي، والحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأكدت الإمارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش دعمها للجهود التي تقودها السعودية لتوحيد الصفّ اليمني ومواجهة الانقلاب الحوثي، مشدّدة على ضرورة أن يتحلى الطرفين (الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية) بالحكمة والمرونة للخروج بجبهة موحدة وأكثر قوة وعزما.
وقال قرقاش في تغريدة على تويتر "الجهود الكبيرة التي تقوم بها السعودية الشقيقة عبر مفاوضات جدة لتوحيد الصف ومواجهة الانقلاب الحوثي مقدرة وندعمها دعما كاملا وبكل تفاصيلها، ومن الضروري أن نرى المرونة والحكمة من الطرفين، الأهم ألا نعود إلى الوضع السابق بل أن نخرج بجبهة أكثر قوة وتماسكا وعزما".
وغيّبت الحكومة اليمنية في السابق المجلس الانتقالي الجنوبي من المعادلة السياسية على الرغم من أنه يشكل رقما صعبا في خضم التطورات المتسارعة وكان له الفضل في تحصين المحافظات الجنوبية من الخروقات والهجمات الحوثية ومن الاعتداءات الإرهابية التي يشنها تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية.
لكن بعد الأحداث الأخيرة في عدن وفي عدد من المحافظات الجنوبية يبدو أن الحكومة أصبحت أكثر قناعة بأنه لا خيار لها إلا التفاوض مع الانتقالي الجنوبي إذا أرادت حماية الشرعية من الانهيار ومواجهة الحوثيين.
وقال مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي الاسبوع الماضي، إن المحادثات تجري منذ أسابيع وسط تكتم شديد وبإشراف مسؤولين سعوديين.
وبحسب المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن هذه المفاوضات شهدت "تقدما كبيرا" خلال الأيام الماضية وهو ما أكّده مسؤول حكومي.
وذكر مصدر مطلّع على المفاوضات أنّ الاتفاق ينص على "عودة الحكومة إلى عدن وأن تتولى قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي مسؤولية الأمن وتحت إشراف القوات السعودية كمرحلة أولى".
كما يؤكّد الاتفاق على "مشاركة المجلس الانتقالي في الحكومة خصوصا في حكم المحافظات التي يتمتع فيها بنفوذ قوي" في جنوب اليمن.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة بينها صنعاء قبل أكثر من أربع سنوات بقوة السلاح.
ولكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين، فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب، حيث تتمركز السلطة بشكل مؤقت في انتظار تحرير العاصمة صنعاء، تضم قوات مؤيدة للمجلس الانتقالي. وكان الجنوب دولة مستقلة قبل الوحدة سنة 1990.
وعلى ضوء هذه الخلافات، شهد جنوب اليمن قبل أسابيع معارك بين قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي وأخرى موالية للحكومة بينها ميليشيات حزب الإصلاح الاخواني، أسفرت عن دحر قوات الانتقالي الجنوبي لتلك الميليشيات واستعادة زمام المبادرة في عدن ومناطق أخرى في العاشر من أغسطس/اب.
ويرى محلّلون أن الخلافات داخل معسكر السلطة تضعف القوات الموالية لها في حربها ضد الحوثيين.
وكان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أجرى في أبوظبي قبل اسبوعين مباحثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارة تأتي في أعقاب إبداء الرياض إيجابية تجاه عرض للتهدئة في اليمن.