التصعيد في جنوب لبنان يرتد أزمة في قطاع النقل
بيروت - يشكو الكثير من سائقي الحافلات في الضاحية الجنوبية لبيروت من تداعيات الأعمال القتالية بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل على نشاطهم، مؤكدين أن العديد من سكان المنطقة هجروا النقل بعد أن فقدوا وظائهم.
وفي الضاحية التي تسكنها غالبية من الشيعة كان سائق الحافلة علي أيوب يجلس على جانب الشارع يدخن النرجيلة (الشيشة) بينما كانت حافلته الصغيرة، على خط السير الرابع، في مكان قريب.
وخط السير الرابع معروف في العاصمة اللبنانية، وهو ينقل الركاب بين الضاحية والحمرا وقال أيوب "إلي ساعة ونص قاعد منو منتسلا بالأرغيلي (النرجيلة) لأنو ما في شغل والفان واقف مثل منك شايف ليك وين موقفو ع جنب. والفانيت كلا واقفة لانو وضع البلد كلو مسموم، ما في شي بي هل بلد عشان هيك قاعدين نتسلا بي بعضنا بالأرغيل".
ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار منذ ما يقرب من 10 أشهر بالتوازي مع حرب غزة. ورغم أن معظم الاشتباكات في المنطقة الحدودية، فإنها ألقت بظلالها على جميع أنحاء لبنان.
وقال سائق آخر، يدعى علي محمد المقداد، إنه لم يعد يعمل على الحافلة التي كان يستأجرها وأعادها إلى صاحبها.
وقال "ما في ثاني شي أشغال ما في، والوضع تعبان، الأزمي تعباني ع كل العالم. أشغال ما في بالمرة، لا هيك سلمت الفان. أخدو صاحبو، لا قادر أدفع أجار (إيجار) الفان ولا قادر أدفع موقف".
وأطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في وقت مبكر من الأحد وقال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط هجوما أكبر عبر تنفيذ ضربات استباقية على لبنان باستخدام نحو 100 طائرة مقاتلة..
ولم يشعر سكان المدن اللبنانية بارتياح كبير اليوم الاثنين في أعقاب انتهاء واحدة من أكبر عمليات تبادل النيران بين جماعة حزب الله المسلحة والجيش الإسرائيلي وذلك بعد أن أنهكهم التوتر المستمر منذ عشرة أشهر من الصراع.
وخشى كثيرون أن يؤدي تبادل إطلاق النار، الأعنف منذ بدء الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل، بالتوازي مع الحرب في غزة إلى إشعال فتيل حرب إقليمية.
وقال محمد فتوني وهو صاحب متجر في مدينة صور الساحلية الجنوبية "الناس ارتاحت أو ارتاحت شوي لأنه اتنفست العالم من ورا الضربة هاي ونتأمل أنه يحصل خير ويصير في شوية حركة تجارية وتتحسن الأمور. ونحنا أملنا الوحيد أنه يكون في وقف إطلاق نار في غزة مشان نخلص من الهموم والناس ترتاح".
وقال إبراهيم حسين، وهو أيضا صاحب متجر في مدينة صور "بعدنا مثل ما نحنا... مثل الوضع اللي كان قبل... رجعنا لقواعد اللعبة الأولانية".
ويظل الوضع الحالي مثيرا للقلق بالنسبة للعديد من اللبنانيين. ففي منتصف اليوم الاثنين اخترقت طائرات إسرائيلية حاجز الصوت فوق بيروت، مما أدى إلى اهتزاز واجهات زجاجية في أنحاء متفرقة من المدينة.
وذكر طلال صيداني، وهو صاحب متجر في العاصمة، أنه يفضل استقرار الوضع حتى لو اندلعت الحرب على أن يظل في حالة قلق مستمر.
وقال "حرب؟ فليكن حرب. بدنا نشتغل ما في شغل.. قاعدين. خصوصا نحن عندنا محلات سياحية وبنعتمد على السياحة.. إذا ما في سياحة، باي باي يا حلوين".