التصويت على استحداث محافظة حلبجة يثير خلافات داخل البرلمان

كتلة 'صادقون' تلوّح بالتحرك لإقالة رئيس البرلمان، فيما وصف نواب مستقلون الأمر بأنه 'سابقة خطيرة'.

بغداد - لوّحت كتلة "صادقون" النيابية، التي تمثل عصائب أهل الحق الموالية لإيران، بالسعي إلى إقالة رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، بسبب ما أسمته "سوء إدارة" جلسة عقدها البرلمان اليوم وتم خلالها التصويت على عدد من مشاريع القوانين من بينها قانون إحداث محافظة حلبجة لتكون المحافظة رقم 19 في البلاد.

ونقل موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي عن النائب عن الكتلة عادل الركابي قوله "في جلسة اليوم تم التصويت على أمور مهمة دون نصاب قانوني"، مؤكدا غياب اتفاق بين الكتل على فقرات جدلية تضمنتها عدة مشاريع قوانين، منتقدا تأجيل النظر في مبادرات تشريعية أخرى رغم أهميتها.

بدوره وصف النائب المستقل أمير المعموري الخطوة بأنها "سابقة خطيرة"، مؤكدا أنه سيتوجه إلى المحكمة الاتحادية العليا للطعن بجلسة اليوم وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع النواب المستقلين عقده بمبنى البرلمان "نحن نستغرب أن مجلس النواب استحدث محافظة حلبجة دون محافظات أخرى ولا نعرف ما هي المعايير التي اعتمدها"، محذرا من أن يؤدي هذا الأمر إلى "انقسام المحافظة إلى أربع أو خمس محافظات".

وتلقي الخلافات بين القوى السياسية المتنافسة على المصالح والنفوذ بظلال ثقيلة على أداء المؤسسة التشريعية، فيما أكد متابعون للشأن العراقي أن الدورة الحالية هي الأسوأ في تاريخ البرلمان.

ويواجه مجلس النواب انتقادات بسبب تركيزه على المبادرات التشريعية المثيرة للجدل على غرار إقراره قوانين تعديل الأحوال الشخصية وإعادة الملكية والعفو العام في إطار "سلة واحدة"، بينما لم يغادر قانون تعديل قانون الموازنة الاتحادية مربع التأجيل، رغم أهميته.

وأشاد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اليوم الاثنين بالتصويت على استحداث حلبجة محافظة جديدة، مؤكدا أن الحكومة الاتحادية استكملت جهود الإقليم للاعتراف بالمدينة.

وعبر عن أمله في أن "يساهم هذا القرار في تحسين حياة المواطنين وتحقيق التنمية والخدمات وإعادة الإعمار والنهوض بحلبجة في جميع المجالات"، وفق المصدر نفسه.

وتصاعدت خلال الآونة الأخيرة المطالب بتحويل حلبجة إلى محافظة جديدة، حيث دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني وشخصيات سياسية في الذكرى الـ37 للقصف الكيمياوي لحلبجة الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لهذا الغرض.

ووقعت مجزرة حلبجة في 16 مارس/آذار 1988 عندما قصف نظام صدام حسين المدينة بالأسلحة الكيمياوية، ما أسفر عن مقتل أكثر من خمسة آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة آلاف آخرين بجروح خطيرة، ما يزال العديد منهم يعانون من تداعياتها الصحية.

وقررت حكومة كردستان في العام 2013 إنشاء محافظة حلبجة وتلحق بها أقضية حلبجة، وشهرزور وبينجوين وسيد صادق، المرتبطة إداريا بمحافظة السليمانية، في خطوة لم تعترف بها الحكومة الاتحادية.

ورحب النائب الثاني لرئيس البرلمان شاخوان عبدالله بهذا التصويت قائلا إن "استحداث محافظة حلبجة قليل مقارنة بما مرت به والجميع يعلم أن سقوط الطاغية كان عنوانه استخدام أسلحة دمار شامل ضد سكانها لكن رغم ذلك وللأسف هناك كتل سياسية تغيبت عن حضور الجلسة".