التغير المناخي يجرف العنصرية إلى طريق الزوال

الهجرة المناخية الواسعة تؤدي إلى تطور ألوان الجلد البشري بسبب مزج الجينات بين السكان، ما سيقلص عدد الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو الفاتحة خلال الـ125 المقبلة.
العالم الأميركي سكوت سولومون يتوقع نهاية الاختلافات العرقية
الهجرات ستقضي على الحواجز الجغرافية التي كانت تفصل بين البشر في الماضي

لندن - يتوقع عالم أميركي بارز أن التغير المناخي الذي يجتاح العالم سيضع نهاية للتمييز العنصري والاختلافات العرقية بسبب ارتفاع أعداد مهاجري المناخ المدفوعين بانحسار الناتج الزراعي وارتفاع منسوب البحار والنقص في المياه.
 يرى الدكتور سكوت سولومون عالم الأحياء في جامعة رايس في هيوستن أن الاحترار العالمي سيقلص عدد الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو الفاتحة خلال الـ125 المقبلة.
ويقول العالم سولومون في خبر نقله موقع روسيا اليوم عن صحيفة ديلي ميل البريطانية، إنه سيكون لدى المزيد من الناس لون يجمع بين الزيتوني والبني، ومع ازدياد تشابه البشر جسديا مع بعضهم البعض، يزداد احتمال أن تصبح العنصرية شيئا من الماضي.
وكان تقرير للبنك الدولي كشف في ابريل/نيسان الماضي أن عدد المهاجرين لأسباب مناخية يمكن أن يصل إلى 143 مليون شخص بحلول العام 2050.
ويوجد حاليا حوالي 258 مليون شخص يعيشون في بلدان مغايرة لوطنهم الأم، وفقا لتقرير الهجرة الدولي لعام 2017 الصادر عن الأمم المتحدة. 
وفصّل التقرير أعداد المهاجرين المتوقّعين بحسب مناطق النزوح، وهي 86 مليونا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وأربعين مليونا من جنوب آسيا، و17 مليونا من أميركا اللاتينية، وذلك في حال بقيت الأمور على ما هي عليه.

وقال الدكتور سولومون: "هذه الهجرات ستقضي على الحواجز الجغرافية التي كانت تفصل بين البشر في الماضي".
ومن المتوقع أن تشهد موجة اللاجئين الفارين من فشل المحاصيل والجفاف وارتفاع مستويات البحار، نموا كبيرا خلال العقود الثلاثة القادمة.
وأوضح العالم الأميركي أن إحدى نتائج الهجرات واسعة النطاق، تتمثل في ما يسميه علماء الأحياء "تدفق الجينات"، وهو نوع من التطور يتسبب فيه مزيج الجينات بين السكان.
ويشكل التغيّر المناخي في كلّ يوم تهديدا اقتصاديا واجتماعيا ووجوديا أكبر، خاصة في المدن التي تواجه أزمات مياه لا سابق لها، والمناطق الساحلية التي تعاني من الأمواج والعواصف المدمّرة، والمناطق الزراعية التي لم تعد قادرة على تأمين الأساسيات.
ومنذ بدء الخليقة على الأرض، طور البشر ألوانا جلدية مختلفة، تنسجم بشكل عام مع كثافة الشمس في مناطق مختلفة. وهكذا، في غضون 5 إلى 10 أجيال (من 125 إلى 250 عاما)، قد نشهد عددا أقل من الأشخاص الذين يتمتعون ببشرة داكنة أو فاتحة بالعموم.
وتصف الدراسات التغيّر المناخي بأنه أصبح "محرّك الهجرة" الذي يدفع الكثيرين للبحث عن أماكن أفضل وأكثر ملاءمة للعيش.
وأصبحت "الهجرة المناخية" أمرا واقعا يضاف إلى الهجرة لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.