التفجيرات الدموية تطرق باب الموصل بعد سنة من التحرير

مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت سوقا شعبية في بلدة القيارة جنوب الموصل في تحرك يعكس عودة تحركات داعش.

الموصل - أفادت مصادر أمنية وطبية الثلاثاء عن مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت سوقا شعبية في بلدة القيارة الواقعة جنوب مدينة الموصل، شمال العراق.

وقال الطبيب عبد المنعم مجيد الطابو مدير صحة بلدة القيارة لفرانس برس أن "حصيلة التفجير بلغت ستة شهداء و26 جريحا".

وأشار إلى "قيام مديرية صحة نينوى والمنظمات الداعمة واطباء بلا حدود بمعالجة كل الحالات".

وقال ضابط برتبة عميد في الشرطة لم يشأ كشف هويته إن "سيارة مفخخة انفجرت وسط سوق شعبية في بلدة القيارة صباح اليوم".

وبث ناشطون صوراً لمكان التفجير على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الدمار الذي لحق بالسوق فيما تجمع عشرات من المارة للمساعدة في عمليات الإنقاذ.

وأظهرت الصور احتراق عدد من المحال التجارية والسيارات فيما يعمل عناصر الدفاع المدني على إخماد النيران.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن لكن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية كثيرا ما نفذوا هجمات من هذا النوع.

واتهم اللواء ركن نجم الجبوري القائد العسكري في الموصل تنظيم الدولة الإسلامية بالمسؤولية عن هجوم القيارة.

وأضاف "نحن متأكدون أن إرهابيي داعش هم من قاموا بتفجير السيارة المفخخة في القيارة وسوف نجلبهم ليواجهوا العدالة".

وتراجعت أعمال العنف بشكل كبير في مختلف أنحاء العراق وخصوصا في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وبينها محافظة نينوى حيث تقع القيارة.

وتبعد بلدة القيارة حوالي 60 كلم جنوب مدينة الموصل التي كانت عاصمة دولة "الخلافة" والمعقل الرئيسي للتنظيم المتطرف في العراق.

داعش
اعادة هيكلة

ودفعت الهزائم التي لحقت بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بالجهاديين إلى إعادة هيكلة صفوفهم في محاولة للبقاء في أرض "الخلافة" التي كان أعلنها بعد سيطرته على مناطق شاسعة في البلدين عام 2014.

وقلص التنظيم هيكليته التنظيمية التي كانت تضم 35 ولاية إلى ست ولايات فيما بات يعبر عن العراق وسوريا بولاية العراق والشام بدلا من "دولة الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بعد استيلاء الجهاديين عام 2014 على مساحات شاسعة في هذين البلدين تعتبر بحجم ايطاليا وتضم سبعة ملايين شخص.

ويتوقع بعض المتابعين أنه مازال للتنظيم حوالي ألفي عنصر ينشطون في العراق (ثمانية آلاف بالإجمال إذا أضيف إليهم العناصر اللوجستيون والأنصار) وحوالي ثلاثة آلاف مقاتل ناشطون في سوريا (12 ألفا مع العناصر اللوجستيين والأنصار).

وأعلن العراق النصر على تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر كانون الأول بعد أن طرد مقاتلي التنظيم من جميع الأراضي التي سيطروا عليها بعدما انهارت في العام الماضي دولة الخلافة التي أعلنتها الدولة الإسلامية وشملت أيضا بعض الأراضي السورية.

ومنذ ذلك الحين ينفذ مقاتلو التنظيم حملة خطف وقتل وتفجيرات تستهدف المدنيين وقوات الأمن.

ومازال الدمار هو الآخر عنوانا كبيرا لمدينة الموصل رغم مرور سنة على تحريرها من الدولة الإسلامية، في ظل عدم التعاطي الحكومي الجدي مع مأساة المدينة.

ويرى بعض المراقبين أن استمرار هذا تجاهل سلطات بغداد للمدينة وأهاليها قد يعيد التنظيم مجددا، لا سيما وأن خلاياه النائمة بصدد التحرك واقتناص الفرص لاستعادة ما استرجع منها.