التفجير في قلب العاصمة التونسية.. المنفذ امرأة!

إسلاميون متشددون وراء هذا العمل الانتحاري وقد يكون رسالة ضد محاولة تغيير قانون الميراث في تونس بدعوى أن المساواة بين الذكور والإناث في الميراث جاء بعكس ما ورد في نص القرآن واختاروا إمرأة لحمل رسالتهم وتنفذ هذه العملية بهذا القصد.

بقلم: سليم نصر الرقعي

هل هذا التفجير له علاقة بقانون المساواة بين الرجال والنساء في الميراث ولهذا اختاروا إمرأة لإيصال هذه الرسالة العنيفة الرافضة لهذا القانون؟! قالت المذيعة في قناة فرنسا 24 لضيفها من تونس: هناك من يقول أن جهات اقليمية هي وراء تدبير هذه العملية الارهابية، وأن هناك من يربطها بقضية مقتل الخاشقجي. هكذا قالت! حتى اللحظة أقوم بعصر اسفنجة دماغي بكل قوة لعلني أولًا فهم من تقصد هذه المذيعة بـ"الجهات الاقليمية"، التي وراء تدبير عملية التفجير، هل تقصد مثلًا (ليبيا) أم (الجزائر)؟ لكن الأشد هي محاولة أن تجعل وجود صلة بين (مقتل الخاشقجي) في تركيا وهذا العمل الارهابي (النسوي) في تونس. شيء عحيب.

 الرابط الوحيد الذي تمكنت من الوصول إليه هو أن إسلاميين متشددين (داعش أو أنصار الشريعة) هم من وراء هذا العمل الانتحاري، وأنه قد يكون رسالةٍ ضد محاولة تغيير قانون الميراث في تونس، بدعوى المساواة بين الذكور والإناث في الميراث، بعكس ما ورد في نص القرآن! واختاروا إمرأة لتنفذ هذه العملية بهذا القصد! لارسال رسالة مفادها إن المرأة المسلمة ترفض تبديل كلام وشرع الله!

 بل قد تكون هناك رسالة موجهة للرئيس الفرنسي (ماكرون) الذي احتضن الرئيس التونسي السبسي، لعل الاسلاميين المتشددين أرادوا بهذه العملية الارهابية (النسوية) ارسال رسالة تتعلق بهذه القضية!

 لكنه بلا شك هو عمل جنوني غير مجدٍ بل مخالف للشريعة التي يزعمون أنهم يدافعون عنها؛ فنصرة دين الله لا يكون بالأعمال الجنونية والانفعالية والانتحارية التي يحبها الشيطان ويبتهج بها! هم يرضون الشيطان من حيث يظنون يرضون الرحمن، وهذا هو حال الخوارج عبر التاريخ! قلوب شديدة الإيمان بعقول فاقدة الرشد وبلا ميزان!

لا شك أن هذا العمل يحمل بصمات المتطرفين الاسلاميين، وما محاولات تسيسه من كل طرف ضد الطرف الآخر في تونس إلا من باب الافتراء السياسي أو الهراء السياسي، وهو ما يسيطر على النخب السياسية العربية الفاشلة سواء أكانت اسلاماوية أو علماناوية!