التلوث البلاستيكي يحول هجرة الحيوانات إلى موسم للنفوق

الأنواع البحرية تبتلع الكثير من المخلفات البلاستيكية في طريق هجرتها، ما يهدد حياتها ويرمي بعضها نافقا على الشواطئ.
نحو 8 ملايين طنّ من البلاستيك تُرمى سنويا في المحيطات
الصين أول منتج في العالم للمخلّفات البلاستيكية التي تلوّث المحيطات

جاكرتا - تشكّل المخلّفات البلاستيكية خطرا على مئات الأنواع البحرية والطيور وهي قد تكون أيضا خطيرة على صحّة الإنسان من خلال جزئيات بلاستيك دقيقة قد يبتلعها الناس في المياه.
تعدّ إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها نحو 270 مليوناً، ثاني منتج في العالم بعد الصين للمخلّفات البلاستيكية التي تلوّث المحيطات.
وتساهم الأمطار في جر أطنان من النفايات البلاستيكية المتأتية من شوارع جاكرتا وصولا إلى شواطئ بالي أو حتّى المحيط الهندي ويشكّل هذا المسار محور أبحاث بأقمار اصطناعية هدفها تحسين جمع هذه المخلّفات.
ويقول نائب المدير المعني بشوؤن المراقبة في وزارة الشؤون البحرية أوليا رضى فرحان "الأهمّ هو معرفة كيف ستعترض هذه المخلّفات الحيوانات، مثل السلاحف والحيتان، خلال موسم الهجرة ".
وتمثّل النفايات المتأتية من جاكرتا خطرا كبيرا خصوصا على السلاحف التي تهاجر من جزيرة بورنيو إلى بالي، بحسب الأخير.
إضافة إلى أن العديد من الحيوانات التي نتناول لحومها، تبتلع مخلفات بلاستيكية وهو ما يؤدي إلى دخول مكوناتها الكيميائية في نظامنا الغذائي أيضاً.

العديد من الحيوانات التي نتناول لحومها تبتلع مخلفات بلاستيكية وهو ما يؤدي إلى دخول مكوناتها الكيميائية في نظامنا الغذائي أيضاً

وقبل سنتين، عُثر على حوت عنبر نافقا على شاطئ في إندونيسيا وفي معدته ستة كيلوغرامات من النفايات البلاستيكية، من بينها 115 كوبا و25 كيسا.
كلّ سنة، يُرمى نحو 8 ملايين طنّ من البلاستيك في المحيطات، أي ما يعادل حمولة شاحنة واحدة كلّ دقيقة، وفق منظمة "أوشين كونسرفانسي" الأميركية غير الحكومية. وأكثر من 620 ألف طنّ من هذه المخلّفات يأتي من إندونيسيا.
ويطمح هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا لتخفيض هذه الكمّية بنسبة 70% بحلول العام 2025.
وقد حظرت الأكياس البلاستيكية الأحادية الاستخدام هذه السنة في العاصمة، لكن الطريق أمام إعادة التدوير لا يزال طويلا.
وفي غياب أي تغيّر جذري، من المتوقّع أن يرتفع تلوّث البحار بالبلاستيك في إندونيسيا بنسبة 30% بحلول 2025، وفق توقّعات الحكومة.
ومن المرتقب أن تطلق اندونيسيا 70 عوّامة للتعمّق في فهم مسار النفايات بحسب الفصول والرياح والأمواج والتيّارات ومن ثمّ استباق آثار هذه المخلّفات على النظم البيئية وتحسين عمليات جمعها، في سياق هذا المشروع المدعوم من البنك الدولي ووكالة التنمية الفرنسية.
ويتيح ذلك للسلطات أن تصبح على دراية من أمرها لمعرفة إن كان من الأفضل جمعها على اليابسة أو تشييد سدّ في موقع إستراتيجي أو إرسال سفن تنتشلها من المياه.